٣٩

قوله تعالى: {يَحْزَنُونَ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَـٰتِنَا} في معنى الآية: ثلاثة أقوال.

احدها أنها العلامة، فمعنى آية: علامة لانقطاع الكلام الذي قبلها، والذي بعدها، قال الشاعر:

ألا أبلغ لديك بني تميم  بآية ما يحبون الطعاما

وقال النابغة:

توهمت آيات لها فعرفتها  لستة أعوام وذا العام سابع

وهذا اختيار أبي عبيد.

والثاني: أنها سميت آية، لأنها جماعة حروف من القرآن، وطائفة منه. قال ابو عمرو الشيباني: يقال: خرج القوم بآياتهم، أي: بجماعتهم.

وأنشدوا:

خرجنا من النقبين لا حي مثلنا  بآياتنا نزجي اللقاح المطافلا

والثالث: أنها سميت آية، لأنها عجب، وذلك أن قارئها يستدل إذا قرأها على مباينتها كلام المخلوقين، وهذا كما تقول: فلان آية من الآيات؛ أي: عجب من العجائب. ذكره ابن الانباري.

في المراد بهذه الآيات أربعة أقوال.

احدها: آيات الكتب التي تتلى.

والثاني: معجزات الأنبياء،

والثالث: القرآن.

والرابع: دلائل اللّه في مصنوعاته. وأصحاب النار: سكانها، سموا أصحابا، لصحتبهم إياها بالملازمة.

﴿ ٣٩