٥٢ قوله تعالى: {ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون. ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون} من بعده، أي: من بعد انطلاقه الى الجبل. الاشارة الى اتخاذهم العجل روى السدي عن أشياخه أنه لما انطلق موسى، واسختلف هارون، قال هارون: يا بني اسرائيلٰ إن الغنيمة لا تحل لكم، وإن حلي القبط غنيمة فاجمعوه واحفروا له حفيرة، فادفنوه، فان أحله موسى فخذوه، وإلا كان شيئا لم تأكلوه، ففعلوا. قال السدي: وكان جبريل قد أتى الى موسى ليذهب به الى ربه، فرأه السامري، فأنكره وقال: إن لهذا شأنا، فأخذ قبضة من أثر حافر الفرس، فقفها في الحفيرة، فظهر العجل. وقيل: إن السامري أمرهم بالقاء ذلك الحلي، وقال إنما طالت غيبة موسى عنكم لأجل ما معكم من الحلي، فاحفورا لها حفيرة وقربوه الى اللّه، يبعث لكم نبيكم، فإنه كان عارية، ذكره أبو سليمان الدمشقي. وفي سبب اتخاذ السامري عجلا قولان. احدهما: أن السامري كان من قوم يعبدون البقر، فكان ذلك في قلبه، قاله ابن عباس، والثاني: أن بني إسرائيل لما مروا على قوم يعكفون على أصنام لهم، أعجبهم ذلك، فلما سألوا موسى أن يجعل لهم إلها وأنكر عليهم؛ أخرج السامري لهم في غيبته عجلا لما رأى من اسحسانهم ذلك، قاله ابن زيد.وفي كيفية اتخاذ العجل قولان. احدهما: أن السامري كان صواغا، فصاغه وألقى فيه القبضة، قاله علي وابن عباس. والثاني: أنهم حفروا حفيرة، وألقوا فيها حلي قوم فرعون وعواريهم تنزها عنها، فألقى السامري القبضة من التراب، فصار عجلا. روي عن ابن عباس أيضا. قال ابن عباس: صار لحما ودما وجسدا، فقال لهم السامري: هذا إلهكم وإله موسى قد جاء، وأخطأ موسى الطريق، فعبدوه وزفنوا حوله. |
﴿ ٥٢ ﴾