١٢٩

قوله تعالى: {رَبَّنَا وَٱبْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْهُمْ} في الهاء والميم من {فِيهِمْ} قولان.

احدهما: أنها تعود على الذرية، قاله مقاتل، والفراء.

والثاني: على أهل مكة في قوله: {وَٱرْزُقْ أَهْلَهُ} والمراد بالرسول محمد، صلى اللّه عليه وسلم،

وقد روى أبو أمامة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قيل: يا رسول اللّه ما كان بدء أمرك؟ قال دعوة أبي إبراهيم، وبشري عيسى، ورأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام

والكتاب: القرآن والحكمة: السنة، قاله ابن عباس.

وروي عنه: الحكمة: الفقه والحلال والحرام، ومواعظ القرأن. وسميت الحكمة حكمة، لأنها تمنع من الجهل.

وفي قوله تعالى: {وَيُزَكّيهِمْ} ثلاثة أقوال.

احدها: أن معناه يأخذ الزكاه منهم فيطهرهم بها، قاله ابن عباس والفراء.

والثاني: يطهرهم من الشرك والكفر، قاله مقاتل.

والثالث: يدعوهم إلى ما يصيرون به أزكياء. قوله تعالى:

{إِنَّكَ أَنتَ ٱلعَزِيزُ} قال الخطابي: العز في كلام العرب على ثلاثة أوجه.

احدها: بمعنى الغلبة يقولون: من عزبز أي من غلب سلب يقال منه: عز يعز بضم العين من يعز، ومنه قوله تعالى: {وَعَزَّنِى فِى ٱلْخِطَابِ} ص: ٢٨

والثاني: بمعنى الشدة والقوة يقال، منه عز يعز، بفتح العين من يعز.

والثالث: أن يكون بمعنى: نفاسة القدر يقال: منه عز يعز بكسر العين، من يعز. ويتناول معنى العزيز على أنه الذي لا يعادله شيء، ولا مثل له.

﴿ ١٢٩