٢٠٠

قوله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَـٰسِكَكُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللّه} في سبب نزولها ثلاثة أقوال.

احدها: أن أهل الجاهلية كانوا إذا اجتمعوا بالموسم، ذكروا أفعال آبائهم وأيامهم وأنسابهم في الجاهلية، فتفاخروا بذلك؛ فنزلت هذه الآية. وهذا المعنى مروي عن الحسن، وعطاء، و مجاهد.

والثاني: أن العرب كانوا إذا حدثوا أو تكلموا يقولون: وأبيك إنهم لفعلوا كذا وكذا فنزلت هذه الآية، وهذا مروي عن الحسن ايضا.

والثالث: انهم كانوا إذا قضوا مناسكهم، قام الرجل بمنى. فقال: اللّهم إن أبي كان عظيم الجفنة، كثير المال، فأعطني مثل ذكل فلا يذكر اللّه، إنما يذكر أباه، ويسأل أن يعطى في دنياه، فنزلت هذه الآية هذا قول السدي. والمناسك: المتعبدات

وفي المراد بها هاهنا قولان.

احدهما: أنها جميع أفعال الحج، قاله الحسن.

والثاني: أنها إراقة الدماء، قاله مجاهد.

وفي ذكرهم آبائهم اربعة أقوال.

احدها: أنه إقرارهم بهم.

والثاني: أنه حلفهم بهم.

والثالث: أنه ذكر إحسان آبائهم إليهم فانهم كانوا يذكرونهم وينسون إحسان اللّه إليهم.

والرابع: أنه ذكر الأطفال الآباء لأنهم اول نطقهم بذكر آبائهم، روي هذا المعنى عن عطاء، و الضحاك،

وفي «أو» قولان.

احدهما: أنها بمعنى «بل»

والثاني: بمعنى الواو. و «الخلاق» قد تقدم ذكره.

﴿ ٢٠٠