١٧٥ قوله تعالى: {إِنَّمَا ذٰلِكُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ} قال الزجاج: معناه: ذلك التخويف كان فعل الشيطان، سوله للمخوفين. وفي قوله تعالى {يُخَوّفُ أَوْلِيَاءهُ} قولان. احدهما: أن معناه يخوفكم بأوليائه قاله الفراء واستدل بقوله تعالى {لِّيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا} الكهف: ٤ أي ببأس وبقوله تعالى {لِيُنذِرَ يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ} [غافر: ١٥] أي: بيوم التلاق وقال الزجاج: معناه: يخوفكم من أوليائه، بدليل: قوله تعالى: {فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ} وهذا قول ابن عباس، وسعيد بن جبير، وعكرمة، و إبراهيم، و ابن قتيبة. وأنشد ابن الأنباري في ذلك: وايقنت التفرق يوم قالوا تقسم مال أربد بالسهام أراد: أيقنت بالتفرق. قال: فلما أسقط الباء أعمل الفعل فيما بعدها ونصبه. قال: والذي نختاره في الآية: أن المعنى: يخوفكم أولياءه. تقول العرب: قد أعطيت الأموال. يريدون: أعطيت القوم الأموال، فيحذفون القوم، ويقتصرون على ذكر المفعول الثاني. فهذا أشبه من ادعاء «باء» ما عليها دليل، ولا تدعوا اليها ضرورة. والثاني: أن معناه يخوف أولياءه المنافقين المنافقين، ليقعدوا عن قتال المشركين، قاله الحسن والسدي وذكره الزجاج. قوله تعالى {فَلاَ تَخَافُوهُمْ} يعني: اولياء الشيطان {وَخَافُونِ} في ترك أمري، وفي «إن» قولان. احدهما: أنها بمعنى «إذ» قاله ابن عباس، و مقاتل. والثاني: أنها للشرط، وهو قول الزجاج في آخرين. |
﴿ ١٧٥ ﴾