١٩٩

قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ لَمَن يُؤْمِنُ بِٱللّه} اختلفوا فيمن نزلت على أربعة أقوال.

احدها أنها نزلت في النجاشي، لأنه لما مات صلى عليه النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال قائل: يصلي على هذا العلج النصراني، وهو في أرضه؟ فنزلت هذه الآية، هذا قول جابر ابن عبد اللّه و ابن عباس، وأنس. وقال الحسن. وقتادة فيه وفي أصحابه.

والثاني: أنها نزلت في مؤمني أهل الكتاب من اليهود والنصارى، روى هذا المعنى أبو صالح عن ابن عباس، وبه قال مجاهد.

والثالث: في عبد اللّه بن سلام، وأصحابه، قاله ابن جريج، وابن زيد، و مقاتل.

والرابع: في أربعين من أهل نجران، وثلاثين من الحبشة، وثمانية من الروم كانوا على دين عيسى، فآمنوا بالنبي صلى اللّه عليه وسلم، قاله عطاء. قوله تعالى:

{وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ} يعني: القرآن {وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ} يعني: كتابهم. والخاشع: الذليل.

{لاَ يَشْتَرُونَ بِـئَايَـٰتِ ٱللّه ثَمَناً قَلِيلاً} أي: عرضا من الدنيا كما فعل رؤساء اليهود، وقد سلف بيان سرعة الحساب.

﴿ ١٩٩