١٠٨ قوله تعالى: {وَلاَ تُجَـٰدِلْ عَنِ ٱلَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ} أي: يخونون أنفسهم، فيجعلونها خائنة بارتكاب الخيانة، قال عكرمة: والمراد بهم: طعمة بن أبيرق، وقومه الذين جادلوا عنه. وفي حديث العوفي عن ابن عباس قال: انطلق نفر من عشيرة طعمة ليلا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالوا: إن صاحبنا بديء. «والاستخفاء» الاستتار، والمعنى: يستترون من الناس لئلا يطلعوا على خيانتهم وكذبهم، ولا يستترون من اللّه، وهو معهم بالعلم. وكل ما فكر فيه، أو خيض فيه بليل، فقد بيت. وجمهور العلماء على أن المشار إليه بالاستخفاء والتبييت، قوم طعمة. والذي بيتوا: احتيالهم في براءة صاحبهم بالكذب. وقال الزجاج: هو السارق نفسه، والذي بيت أنه قال: أرمي اليهودي بأنه سارق الدرع، وأحلف أني لم أسرقها، فتقبل يميني، ولا تقبل يمين اليهودي. |
﴿ ١٠٨ ﴾