١٣٢

قوله تعالى: {وَإِن يَتَفَرَّقَا} يقول: وإن أبت المرأة أن تسمح لزوجها بايثار التي يميل إليها، واختارت الفرقة، فان اللّه يغني كل واحد من سعته. قال ابن السائب: يغني المرأة برجل، والرجل بامرأة. ثم ذكر ما يوجب الرغبة إليه في طلب الخير، فقال:

{وَللّه مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِي ٱلاْرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ} يعني: أهل التوراة، والإنجيل، وسائر الكتب

{وَإِيَّـٰكُمْ} يا أهل القرآن {أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللّه} قيل: وحدوه

{وَإِن تَكْفُرُواْ} بما أوصاكم به {فَإِنَّ للّه مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِي ٱلاْرْضِ} فلا يضره خلافكم. وقيل: له ما في السموات، وما في الأرض من الملائكة، فهم أطوع له منكم. وقد ذكرنا في سورة {البقرة} معنى «الغني الحميد» وفي {ءالَ عِمْرَانَ} معنى «الوكيل».

﴿ ١٣٢