١٣٦

قوله تعالى: {يَـأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ءامِنُواْ بِٱللّه وَرَسُولِهِ} في سبب نزولها قولان.

احدهما: أن عبد اللّه بن سلام، وأسدا، وأسيد ابني كعب، وثعلبة بن قيس، وسلاما، وسلمة، ويامين، وهؤلاء مؤمنو أهل الكتاب أتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. فقالوا: يا رسولا اللّه نؤمن بك، وبكتابك، وبموسى، والتوراة، وعزير، ونكفر بما سوى ذلك من الكتب والرسل، فنزلت هذه الآية، رواه أبو صالح عن ابن عباس.

والثاني: أن مؤمني أهل الكتاب كان بينهم وبين اليهود كلام لما أسلموا، فنزلت هذه الآية، هذا قول مقاتل.

وفي المشار إليهم بقوله: {يأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ} ثلاثة أقوال.

احدها: أنهم المسلمون، قاله الحسن فيكون المعنى: ياأيها الذين آمنوا بمحمد والقرآن اثبتوا على إيمانكم.

والثاني: اليهود والنصارى، قاله الضحاك، فيكون المعنى: ياأيها الذين آمنوا بموسى، والتوراة، وبعيسى، والإنجيل: آمنوا بمحمد والقرآن.

والثالث: المنافقون، قاله مجاهد، فيكون المعنى: ياأيها الذين آمنوا في الظاهر بألسنتهم، آمنوا بقلوبكم. قوله تعالى:

{وَٱلْكِتَـٰبِ ٱلَّذِى نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ} قرأ ابن كثير، وابو عمرو، وابن عامر: «نزل» على رسوله، والكتاب الذي أنزل من قبل، مضمومتين.وقرأ نافع، وعاصم، وحمزة، والكسائي: نزل على رسوله، والكتاب الذي أنزل مفتوحتين والمراد بالكتاب الذي نزل على رسوله القرآن،

والكتاب الذي أنزل من قبل: كل كتاب أنزل قبل القرآن، فيكون «الكتاب» هاهنا اسم جنس.

﴿ ١٣٦