١٣٩

قوله تعالى: {ٱلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلْكَـٰفِرِينَ أَوْلِيَاء} قال ابن عباس: يتخذون اليهود أولياء في العون والنصرة. قوله تعالى:

{أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلْعِزَّةَ} أي: القوة بالظهور على محمد وأصحابه، والمعنى: أيتقون بهم؟ قال مقاتل: وذلك أن اليهود أعانوا مشركي العرب على قتال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. وقال الزجاج: أيبتغي المنافقون عند الكافرين العزة. «والعزة» المنعة، وشدة الغلبة، وهو مأخوذ من قولهم: ارض عزاز. قال الأصمعي: «العزاز»: الأرض التي لا تنبت. فتأويل العزة: الغلبة والشدة التي لا يتعلق بها إذلال.

قالت الخنساء:

كأن لم يكونوا حمى يتقى إذ الناس إذ ذاك من عز بزا

أي: من قوي وغلب سلب. ويقال: قد استعز على المريض، أي: اشتد وجعه. وكذلك قول الناس: يعز علي أن يفعل، أي يشتد، وقولهم: قد عز الشيء: إذا لم يوجد، معناه: صعب أن يوجد، والباب واحد.

﴿ ١٣٩