١٤

قوله تعالى: {وَمِنَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَـٰرَىٰ أَخَذْنَا مِيثَـٰقَهُمْ} قال الحسن: إنما قال: قالوا: إنا نصارى، ولم يقل: من النصارى، ليدل على أنهم ليسوا على منهاج النصارى حقيقة، وهم الذين اتبعوا المسيح. وقال قتادة: كانوا بقرية، يقال لها: ناصرة: فسموا بهذا الاسم. قال مقاتل: أخذ عليهم الميثاق، كما أخذ على أهل التوراة أن يؤمنوا بمحمد، فتركوا ما أمروا به. قوله تعالى:

{فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ} قال النضر: هيجنا، وقال المؤرج: حرشنا بعضهم على بعض. وقال الزجاج: ألصقنا بهم ذلك، يقال: غريت بالرجل غرى مقصورا: إذا لصقت به، هذا قول الأصمعي. وقال غير الأصمعي: غريت به غراء ممدود، وهذا الغراء الذي يغرى به إنما يلصق به الأشياء، ومعنى أغرينا بينهم العداوة والبغضاء: أنهم صاروا فرقا يكفر بعضهم بعضا.

وفي الهاء والميم من قوله «بينهم» قولان.

احدهما: أنها ترجع إلى اليهود والنصارى، قاله مجاهد، وقتادة، والسدي.

والثاني: أنها ترجع إلى النصارى خاصة، قاله الربيع. وقال الزجاج: هم النصارى، منهم النسطورية، واليعقوبية، والملكية، وكل فرقة منهم تعادي الأخرى. وفي تمام الآية وعيد شديد لهم.

﴿ ١٤