٧٥

قوله تعالى: {مَّا ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ} فيه رد على اليهود في تكذيبهم رسالته، وعلى النصارى في ادعائهم إلهيته. والمعنى: أنه ليس باله، وإنما حكمه حكم من سبقه من الرسل. وفي قوله:

{وَأُمُّهُ صِدّيقَةٌ} رد على من نسبها من اليهود إلى الفاحشة. قال الزجاج: والصديقة: المبالغة في الصدق، وصديق «فعيل» من أبنية المبالغة، كما تقول: فلان سكيت، أي: مبالغ في السكوت. وفي قوله تعالى:

{كَانَا يَأْكُلاَنِ ٱلطَّعَامَ} قولان.

احدهما: أنه بين أنهما يعيشان بالغذاء، ومن لا يقيمه إلا أكل الطعام فليس باله، قاله الزجاج.

والثاني: أنه نبه بأكل الطعام على عاقبته، وهو الحدث، إذ لا بد لآكل الطعام من الحدث، قاله ابن قتيبة. قال: وقوله:

{ٱنْظُرْ كَيْفَ نُبَيّنُ لَهُمُ ٱلاْيَـٰتِ} من ألطف ما يكون من الكناية. «ويؤفكون» يصرفون عن الحق ويعدلون، يقال: أفك الرجل عن كذا: إذا عدل عنه، وأرض مأفوكة: محرومة المطر والنبات، كأن ذلك صرف عنها وعدل.

﴿ ٧٥