|
١١ قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَـٰكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَـٰكُمْ} فيه ثمانية أقوال. احدها: ولقد {خَلَقْنَـٰكُمْ} في ظهر آدم، {ثُمَّ صَوَّرْنَـٰكُمْ} في الأرحام، رواه عبد اللّه بن الحارث عن ابن عباس. والثاني: {وَلَقَدْ خَلَقْنَـٰكُمْ} في أصلاب الرجال، و{صَوَّرْنَـٰكُمْ} في أرحام النساء، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس، وبه قال عكرمة. والثالث: ولقد {خَلَقْنَـٰكُمْ} يعني: آدم، ثم {صَوَّرْنَـٰكُمْ}، يعني: ذريته من بعده، رواه العوفي عن ابن عباس. والرابع: ولقد {خَلَقْنَـٰكُمْ}، يعني آدم، ثم {صَوَّرْنَـٰكُمْ} في ظهره، قاله مجاهد. والخامس: {خَلَقْنَـٰكُمْ} نطفا في أصلاب الرجال، وترائب النساء، ثم {صَوَّرْنَـٰكُمْ} عند اجتماع النطف في الأرحام، قاله ابن السائب. والسادس: {خَلَقْنَـٰكُمْ} في بطون أمهاتكم، ثم {صَوَّرْنَـٰكُمْ} فيما بعد الخلق، بشق السمع والبصر، قاله معمر. والسابع: {خَلَقْنَـٰكُمْ} يعني: آدم خلقناه من تراب، ثم {صَوَّرْنَـٰكُمْ} أي: صورناه، قاله الزجاج، وابن قتيبة. قال ابن قتيبة: فجعل الخلق لهم إذ كانوا منه؛ فمن قال: عني بقوله {خَلَقْنَـٰكُمْ} آدم، فمعناه: خلقنا أصلكم؛ ومن قال: صورنا ذريته في ظهره، أراد: إخراجهم يوم الميثاق كهيئة الذر. والثامن: {وَلَقَدْ خَلَقْنَـٰكُمْ} يعني: الأرواح، {ثُمَّ صَوَّرْنَـٰكُمْ} يعني: الأجساد، حكاه القاضي أبو يعلى في {المعتمد}. وفي {تَتَّقُونَ ثُمَّ} المذكورة مرتين قولان. احدهما: أنها بمعنى الواو، قاله الأخفش. والثاني: أنها للترتيب، قاله الزجاج. |
﴿ ١١ ﴾