|
٧٤ قوله تعالى: {وَإِلَىٰ ثَمُودَ} قال أبو عمرو بن العلاء: سميت ثمود: لقلة مائها. قال ابن فارس: الثمد: الماء القليل الذي لا مادة له. قوله تعالى: {هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللّه} في إضافتها إليه قولان. احدهما: أن ذلك للتخصيص والتفضيل، كما يقال: بيت اللّه. والثاني: لأنها كانت بتكوينه من غير سبب. قوله تعالى: {لَكُمْ ءايَةً} أي: علامة تدل على قدرة اللّه؛ وإنما قال: {لَكُمْ} لأنهم هم الذين اقترحوها، وإن كانت آية لهم ولغيرهم. وفي وجه كونها آية قولان. احدهما: أنها خرجت من صخرة ملساء، فتمخضت بها تمخض الحامل، ثم انفلقت عنها على الصفة التي طلبوها. والثاني: أنها كانت تشرب ماء الوادي كله في يوم، وتسقيهم اللبن مكانه. قوله تعالى: {فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِى أَرْضِ ٱللّه} قال ابن الانباري: ليس عليكم مؤنتها وعلفها. و{تَأْكُلُ} مجزوم على جواب الشرط المقدر، أي: إن تذروها تأكل. قوله تعالى: {وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوء} أي: لا تصيبوها بعقر. قوله تعالى: {وَبَوَّأَكُمْ فِى ٱلارْضِ} أي: أنزلكم. يقال: تبوأ فلان منزلا: إذا نزله. وبوأته: أنزلته. قال الشاعر: وبوئت في صميم معشرها فتم في قومها مبوؤوها أي: أنزلت من الكريم في صميم النسب؛ قاله الزجاج. قوله تعالى: {تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا} السهل: ضد الحزن. والقصر: ما شيد وعلا من المنازل. قال ابن عباس: اتخذوا القصور في سهول الأرض للصيف، ونقبوا في الجبال للشتاء، قال وهب بن منبه: كان الرجل منهم يبني البنيان،فتمر عليه مائة سنة، فيخرب، ثم يجدده، فتمر عليه مائة سنة، فيخرب، ثم يجدده، فتمر عليه مائة سنة، فيخرب، فأضجرهم ذلك، فأخذوا من الجبال بيوتا. |
﴿ ٧٤ ﴾