٢٩

قوله تعالى: {تَعْلَمُونَ وَٱعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوٰلُكُمْ وَأَوْلَـٰدُكُمْ فِتْنَةٌ} قال ابن عباس: هذا خطاب لأبي لبابة، لأنه كانت له أموال وأولاد عند بني قريظة. فأما الفتنة، فالمراد بها: الابتلاء والامتحان الذي يظهر ما في النفس من اتباع الهوى أو تجنبه

{وَأَنَّ ٱللّه عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} خير من الأموال والأولاد. قوله تعالى:

{إَن تَتَّقُواْ ٱللّه} أي: بترك معصيته، واجتناب الخيانة للّه ورسوله. قوله تعالى:

{يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا} فيه أربعة أقوال.

احدها: أنه المخرج، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال عكرمة، ومجاهد، والضحاك، وابن قتيبة.

والمعنى: يجعل لكم مخرجا في الدين من الضلال.

والثاني: أنه النجاة، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال قتادة، والسدي.

والثالث: أنه النصر، رواه الضحاك عن ابن عباس، وبه قال الفراء.

والرابع: أنه هدى في قلوبهم يفرقون به بين الحق والباطل، قاله ابن زيد، وابن إسحاق.

﴿ ٢٩