٤٦

قوله تعالى: {إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُواْ} الفئة: الجماعة

{وَٱذْكُرُواْ ٱللّه كَثِيراً} فيه قولان.

احدهما: أنه الدعاء والنصر.

والثاني: ذكر اللّه على الإطلاق.

قوله تعالى: {وَلاَ تَنَـٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ} قد سبق ذكر التنازع والفشل آنفا.

قوله تعالى: {وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} وروى أبان:

{وَيُذْهِبَ} بالياء والجزم. وفيه أربعة أقوال.

احدها: تذهب شدتكم، قاله أبو صالح عن ابن عباس. وقال السدي: حدتكم وجدكم. وقال الزجاج: صولتكم وقوتكم.

والثاني: يذهب نصركم، قاله مجاهد، وقتادة.

والثالث: تتقطع دولتكم، قاله أبو عبيدة. وقال ابن قتيبة: يقال: هبت له ريح النصر إذا كانت له الدولة. ويقال: له الريح اليوم، أي: الدولة.

والرابع: أنها ريح حقيقة، ولم يكن نصر قط إلا بريح يبعثها اللّه فتضرب وجوه العدو؛ ومنه قوله عليه السلام {نُصِرتُ بالصَّبا، وأُهْلِكت عاد بالدَّبور} وهذا قول ابن زيد، ومقاتل.

﴿ ٤٦