١٥

قوله تعالى: {أَلاَ تُقَـٰتِلُونَ قَوْماً} قال الزجاج: هذا على وجه التوبيخ، ومعناه: الحض على قتالهم.

قال المفسرون: وهذا نزل في نقض قريش عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الذي عاهدهم بالحديبية حيث أعانوا على خزاعة.

وفي قوله: {وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ ٱلرَّسُولِ} قولان.

احدهما: أنهم أبو سفيان في جماعة من قريش، كانوا فيمن هم باخراج النبي صلى اللّه عليه وسلم من مكة.

والثاني: انهم قوم من اليهود، غدروا برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ونقضوا عهده وهموا بمعاونة المنافقين على إخراجه من المدينة.

قوله تعالى: {وَهُمْ بَدَءوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} فيه قولان.

احدهما: بدؤوكم باعانتهم على حلفائكم، قاله ابن عباس.

والثاني: بالقتال يوم بدر، قاله مقاتل. قوله تعالى:

{أَتَخْشَوْنَهُمْ} قال الزجاج: أتخشون أن ينالكم من قتالهم مكروه؟ٰ فمكروه عذاب اللّه أحق أن يخشى إن كنتم مصدقين بعذابه وثوابه. قوله تعالى:

{وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} قال ابن عباس، ومجاهد: يعني: خزاعة. قوله تعالى:

{وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ} أي: كربها، ووجدها بمعونة قريش بني بكر عليها. قوله تعالى:

{وَيَتُوبُ ٱللّه عَلَىٰ مَن يَشَاء} قال الزجاج: هو مستأنف، وليس بجواب {قَـٰتِلُوهُمْ}

وفيمن عني به قولان.

احدهما: بنو خزاعة،

والمعنى: ويتوب اللّه على من يشاء من بني خزاعة، قاله عكرمة.

والثاني: أنه عام في المشركين كما تاب على أبي سفيان، وعكرمة، وسهيل.

{وَٱللّه عَلِيمٌ} بنيات المؤمنين، {حَكِيمٌ} فيما قضى.

﴿ ١٥