٨٤ قوله تعالى: {وَلاَ تُصَلّ عَلَىٰ أَحَدٍ مّنْهُم} سبب نزولها: أنه لما توفي عبد اللّه ابن أبي، جاء ابنه إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال: أعطني قميصك حتى أكفنه فيه، وصل عليه، واستغفر له. فأعطاه قميصه؛ فقال: آذني أصلي عليه، فآذنه، فلما أراد أن يصلي عليه، جذبه عمر بن الخطاب، وقال: أليس قد نهاك اللّه أن تصلي على المنافقين؟ فقال: أنا بين خيرتين: {ٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} فصلى عليه، فنزلت هذه الآية، رواه نافع عن ابن عمر. قال قتادة: ذكر لنا أن نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول: {ما يُغْني عنه قميصي من عذاب اللّه تعالى، واللّه إني لأرجو أن يُسْلِمَ به ألف من قومه} قال الزجاج: فيروى أنه أسلم ألف من الخزرج لما رأوه يطلب الاستشفاء بثوب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وأراد الصلاة عليه. فأما قوله: {مِنْهُمْ} فانه يعني المنافقين. وقوله {وَلاَ تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ} قال المفسرون: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا دفن الميت، وقف على قبره ودعا له؛ فنهي عن ذلك في حق المنافقين. وقال ابن جرير: معناه: لا تتول دفنه؛ وهو من قولك: قام فلان بأمر فلان، وقد تقدم تفسيره. |
﴿ ٨٤ ﴾