٨٩

قوله تعالى: {وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوٰلُهُمْ} سبق تفسيره. قوله تعالى:

{وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ} هذا عام في كل سورة. وقال مقاتل: المراد بها: سورة {بَرَاءةٌ}. قوله تعالى:

{أَنْ ءامِنُواْ} أي: بأن آمنوا. وفيه ثلاثة أوجه.

احدها: استديموا الإيمان.

والثاني: افعلوا فعل من آمن.

والثالث: آمنوا بقلوبكم كما آمنتم بألسنتكم. فعلى هذا يكون الخطاب للمنافقين. قوله تعالى:

{ٱسْتَأْذَنَكَ} أي: في التخلف {أُوْلُو ٱلطَّوْلِ} يعني: الغني وهم الذين لا عذر لهم في التخلف،

وفي الخوالف قولان.

احدهما: أنهم النساء، قاله ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وشمر بن عطية، وابن زيد، والفراء. وقال أبو عبيدة: يجوز أن تكون الخوالف هاهنا: النساء، ولا يكادون يجمعون الرجال على تقدير فواعل، غير أنهم قد قالوا: فارس، والجميع: فوارس، وهالك [في قوم] هوالك. قال ابن الانباري: الخوالف لا يقع إلا على النساء، إذ العرب تجمع فاعلة: فواعل، فيقولون: ضاربة، وضوارب، وشاتمة، وشواتم، ولا يجمعون. فاعلا: فواعل، إلا في حرفين: فوارس، وهوالك؛ فيجوز أن يكون مع الخوالف: المتخلفات في المنازل. ويجوز أن يكون: مع المخالفات العاصيات. ويجوز أن يكون: مع النساء العجزة اللاتي لا مدافعة عندهن.

والقول الثاني: أن الخوالف خساس الناس وأدنياؤهم، يقال: فلان خالفة أهله: إذا كان دونهم، ذكره ابن قتيبة؛ فأما {طَبَعَ} فقال أبو عبيدة:معناه: ختم. و{ٱلْخَيْرٰتِ} جمع خيرة.

وللمفسرين في المراد بالخيرات ثلاثة أقوال.

احدها: أنها الفاضلات من كل شيء، قاله أبو عبيدة.

والثاني: الجواري الفاضلات، قاله المبرد.

والثالث: غنائم الدنيا، ومنافع الجهاد، ذكره الماوردي.

﴿ ٨٩