٩٧

قوله تعالى: {عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَـٰسِقِينَ ٱلاْعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا} قال ابن عباس: نزلت في أعاريب أسد وغطفان وأعراب من حول المدينة، أخبر اللّه أن كفرهم ونفاقهم أشد من كفر أهل المدينة، لأنهم أقسى وأجفى من أهل الحضر. قوله تعالى:

{وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ} قال الزجاج: {ءانٍ} في موضع نصب، لأن الباء محذوفة من {ءانٍ} المعنى: أجدر بترك العلم. تقول: جدير أن تفعل، وجدير بأن تفعل، كما تقول: أنت خليق بأن تفعل، أي: هذا الفعل ميسر فيك، فاذا حذفت الباء لم يصلح إلا ب {ءانٍ}، وإن أتيت بالباء صلح ب {ءانٍ} وغيرها، فنقول: أنت جدير بأن تقوم، وجدير بالقيام. فاذا قلت: أنت جدير القيام، كان خطأ، وإنما صلح مع {ءانٍ} لأن {ءانٍ} تدل على الاستقبال، فكأنها عوض من المحذوف.

فأما قوله: {حُدُودَ مَا أَنزَلَ ٱللّه} فيعني به: الحلال والحرام والفرائض.

وقيل: المراد بالآية: أن الأعم في العرب هذا.

﴿ ٩٧