١٠٠

قوله تعالى: {وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلاْوَّلُونَ} فيهم ستة أقوال.

احدها: أنهم الذين صلوا إلى القبلتين مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قاله أبو موسى الأشعري، وسعيد بن المسيب، وابن سيرين، وقتادة.

والثاني: أنهم الذين بايعوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بيعة الرضوان، وهي الحديبية، قاله الشعبي.

والثالث: أنهم أهل بدر، قاله عطاء بن أبي رباح.

والرابع: أنهم جميع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، حصل لهم السبق بصحبته. قال محمد بن كعب القرظي: إن اللّه قد غفر لجميع أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم، وأوجب لهم الجنة محسنهم ومسيئهم في قوله: {وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلاْوَّلُونَ}.

والخامس: أنهم السابقون بالموت والشهادة، سبقوا إلى ثواب اللّه تعالى، وذكره الماوردي.

والسادس: أنهم الذين أسلموا قبل الهجرة، ذكره القاضي أبو يعلى. قوله تعالى:

{مِنَ ٱلْمُهَـٰجِرِينَ وَٱلانْصَـٰرِ} قرأ يعقوب {وَٱلاْنصَـٰرِ} برفع الراء. قوله تعالى:

{وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ} من قال إن السابقين جميع الصحابة، جعل هؤلاء تابعي الصحابة، وهم الذين لم يصحبوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.

وقد روي عن ابن عباس أنه قال: والذين اتبعوهم باحسان إلى أن تقوم الساعة. ومن قال: هم المتقدمون من الصحابة، قال: هؤلاء تبعوهم في طريقهم، واقتدوا بهم في أفعالهم، ففضل أولئك بالسبق، وإن كانت الصحبة حاصلة للكل. وقال عطاء: اتباعهم إياهم باحسان: أنهم يذكرون محاسنهم ويترحمون عليهم. قوله تعالى:

{تَجْرِي تَحْتَهَا ٱلانْهَـٰرُ} قرأ ابن كثير: {مِن تَحْتِهَا} فزاد {مِنْ} وكسر التاء الثانية. قوله تعالى:

{رَّضِىَ ٱللّه عَنْهُمْ} يعم الكل. قال الزجاج: رضي اللّه أفعالهم، ورضوا ما جازاهم به.

﴿ ١٠٠