|
١٠٨ قوله تعالى: {لاَ تَقُمْ فِيهِ} أي: لا تصل فيه أبدا. {لَّمَسْجِدٌ أُسّسَ عَلَى ٱلتَّقْوَىٰ} أي بني على الطاعة، وبناه المتقون {مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} أي: منذ أول يوم. قال الزجاج: {مِنْ} في الزمان، والأصل: منذ ومذ، وهو الأكثر في الاستعمال. وجائز دخول {مِنْ} لأنها الأصل في ابتداء الغاية والتبعيض، ومثله قول زهير: لمن الديار بقنة الحجر أقوين من حجج ومن شهروقيل: معناه من مر حجج ومن مر شهر. وفي هذا المسجد ثلاثة اقوال. احدها: أنه مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالمدينة الذي فيه منبره وقبره. روى سهل بن سعد: أن رجلين اختلفا في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في المسجد الذي أسس على التقوى، فقال احدهما: هو مسجد الرسول، وقال الآخر: هو مسجد قباء، فذكر ذلك للنبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: {هُوَ قَبْلَ هَـٰذَا} وبه قال ابن عمر، وزيد بن ثابت، وأبو سعيد الخدري، وسعيد بن المسيب. والثاني: أنه مسجد قباء، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال سعيد بن جبير، وقتادة، وعروة، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، والضحاك، ومقاتل. والثالث: أنه كل مسجد بني في المدينة، قاله محمد بن كعب. قوله تعالى: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ} سبب نزولها أن رجالا من أهل قباء كانوا يستنجون بالماء، فنزلت هذه الآية، قاله الشعبي قال ابن عباس: لما نزلت هذه الآية، أتاهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال {مَا ٱلَّذِى ٱثْنَىْ ٱللّه بِهِ عَلَيْكُمْ} فقالوا: إنا نستنجي بالماء. فعلى هذا، المراد به الطهارة بالماء. وقال أبو العالية: أن يتطهروا من الذنوب. |
﴿ ١٠٨ ﴾