٤

قوله تعالى: {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً} أي: مصيركم يوم القيامة

{وَعْدَ ٱللّه حَقّا} قال الزجاج: «وعد اللّه» منصوب على معنى: وعدكم اللّه وعدا، لأن قوله:

{إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ} معناه: الوعد بالرجوع، و «حقا» منصوب على: أحق ذلك حقا.

قوله تعالى: {إِنَّهُ يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ} قرأه الأكثرون بكسر الألف. وقرأت عائشة، وأبو رزين، وعكرمة، وأبو العالية، والأعمش: بفتحها. قال الزجاج: من كسر، فعلى الاستئناف، ومن فتح، فالمعنى: إليه مرجعكم، لأنه يبدأ الخلق. قال مقاتل: يبدأ الخلق ولم يكن شيئا، ثم يعيده بعد الموت. وأما القسط، فهو العدل.

فان قيل: كيف خص جزاء المؤمنين بالعدل، وهو في جزاء الكافرين عادل أيضا؟

فالجواب: أنه لو جمع الفريقين في القسط، لم يتبين في حال اجتماعهما ما يقع بالكافرين من العذاب الأليم والشرب من الحميم، ففصلهم من المؤمنين ليبين ما يجزيهم به مما هو عدل أيضا، ذكره ابن الأنباري. فأما الحميم، فهو الماء الحار. وقال أبو عبيدة: كل حار فهو حميم.

﴿ ٤