١٩

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ ٱلنَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَٱخْتَلَفُواْ} قد شرحنا هذا في سورة {البقرة ٢١٣} وأحسن الأقوال أنهم كانوا على دين واحد موحدين، فاختلفوا وعبدوا الأصنام، فكان أول من بعث إليهم نوح عليه السلام. قوله تعالى:

{وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبّكَ} فيه ثلاثة أقوال.

احدها: ولولا كلمة سبقت بتأخير هذه الأمة أنه لا يهلكهم بالعذاب كما أهلك الذين من قبلهم، لقضي بينهم بنزول العذاب، فكان ذلك فصلا بينهم فيما فيه يختلفون من الدين.

والثاني: أن الكلمة: أن لكل أمة أجلا، وللدنيا مدة لا يتقدم ذلك على وقته.

والثالث: أن الكلمة: أنه لا يأخذ أحدا إلا بعد إقامة الحجة عليه.

وفي قوله: {لقضيبينهم} قولان.

احدهما: لقضي بينهم بإقامة الساعة.

والثاني: بنزول العذاب على المكذبين.

﴿ ١٩