٤ قوله تعالى: {أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ ٱللّه} قال الفراء: المعنى: فصلت آياته بأن لا تعبدوا إلا اللّه {وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ} و«أن» في موضع النصب بالقائك الخافض. وقال الزجاج: المعنى: آمركم أن تعبدوا [إلا اللّه] وأن استغفروا. قال مقاتل: والمراد بهذه العبادة: التوحيد والخطاب لكفار مكة. قوله تعالى: {وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ} فيه قولان. احدهما: أن الاستغفار والتوبة هاهنا من الشرك، قاله مقاتل. والثاني: استغفروه من الذنوب السالفة، ثم توبوا إليه من المستأنفة متى وقعت. وذكر عن الفراء أنه قال: «ثم» هاهنا بمعنى الواو. قوله تعالى: {يُمَتّعْكُمْ مَّتَاعًا حَسَنًا} قال ابن عباس: يتفضل عليكم بالرزق والسعة. وقال ابن قتيبة: يعمركم وأصل الإمتاع: الإطالة، يقال: أمتع اللّه بك، ومتع اللّه بك، إمتاعا ومتاعا، والشيء الطويل: ماتع، يقال: جبل ماتع، وقد متع النهار: إذا تطاول. وفي المراد بالأجل المسمى قولان. احدهما: أنه الموت، قاله أبو صالح عن ابن عباس، وبه قال الحسن، وقتادة. والثاني: أنه يوم القيامة، قاله سعيد بن جبير. قوله تعالى: {وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} في هاء الكناية قولان. احدهما: أنها ترجع إلى اللّه تعالى. ثم في معنى الكلام قولان. احدهما: ويؤت كل ذي فضل من حسنة وخير فضله، وهو الجنة. والثاني: يؤتيه فضله من الهداية إلى العمل الصالح. والثاني: أنها ترجع إلى العبد، فيكون المعنى: ويؤت كل من زاد في إحسانه وطاعاته ثواب ذلك الفضل الذي زاده، فيفضله في الدنيا بالمنزلة الرفيعة، وفي الآخرة بالثواب الجزيل. قوله تعالى: {وَإِن تَوَلَّوْاْ} أي: تعرضوا عما أمرتم به. وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو مجلز، وأبو رجاء: «وإن تولوا» بضم التاء. {فَإِنّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ} فيه إضمار «فقل» واليوم الكبيرٰ يوم القيامة. |
﴿ ٤ ﴾