١٠

قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء} قال ابن عباس: صحة وسعة في الرزق.

{بَعْدَ ضَرَّاء} مسته بعد مرض وفقر.

{لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيّئَاتُ عَنّي} يريد الضر والفقر.

إنه {لَفَرِحٌ} أي: بطر {فَخُورٌ} قال ابن عباس: يفاخر أوليائي بما أوسعت عليه.

فان قيل: ما وجه عيب الإنسان في قوله:

{ذَهَبَ ٱلسَّيّئَاتُ عَنّي} وما وجه ذمه على الفرح، وقد وصف اللّه الشهداء فقال: {فَرِحِينَ}؟ فقد أجاب عنه ابن الأنباري، فقال إنما عابه بقوله:

{ذَهَبَ ٱلسَّيّئَاتُ عَنّي} لأنه لم يعترف بنعمة اللّه، ولم يحمده على ما صرف عنه. وإنما ذمه بهذا الفرح، لأنه يرجع إلى معنى المرح والتكبر عن طاعة اللّه،

قال الشاعر:

ولا ينسيني الحدثان عرضي  ولا ألقي من الفرح الإزارا

يعني من المرح. وفرح الشهداء فرح لا كبر فيه ولا خيلاء، بل هو مقرون بالشكر فهو مستحسن.

﴿ ١٠