١٤

قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ} «أم» بمعنى «بل» و«افتراه» أتى به من قبل نفسه.

{قُلْ فَأْتُواْ} أنتم في معارضتي

{بِعَشْرِ سُوَرٍ مّثْلِهِ} في البلاغة {مُفْتَرَيَاتٍ} بزعمكم ودعواكم

{وَٱدْعُواْ مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ مّن دُونِ ٱللّه} إلى المعاونة على المعارضة

{إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ} في قولكم: «افتراه».

{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ} أي: يجيبوكم إلى المعارضة. فقد مات الحجة عليهم لكم.

فان قيل: كيف وحد القول

في قوله: {قُلْ فَأْتُواْ} ثم جمع

في قوله «فإن لم يستجيبوا لكم» فعنه جوابان.

احدهما: أن الخطاب للنبي صلى اللّه عليه وسلم وحده في الموضعين، فيكون الخطاب له بقوله «لكم» تعظيما، لأن خطاب الواحد بلفظ الجميع تعظيم، هذا قول المفسرين.

والثاني: أنه وحد في الأول لخطاب النبي صلى اللّه عليه وسلم. وجمع في الثاني لمخاطبة النبي صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه، قاله ابن الأنباري. قوله تعالى:

{فَٱعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ ٱللّه} فيه قولان.

احدهما: أنزله وهو عالم بانزاله، وعالم بأنه حق من عنده.

والثاني: أنزله بما أخبر فيه من الغيب، ودل على ما سيكون وما سلف، ذكرهما الزجاج. قوله تعالى:

{وَأَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ} أي: واعلموا ذلك. {فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ} استفهام بمعنى الأمر.

وفيمن خوطب به قولان.

احدهما: أهل مكة، ومعنى إسلامهم: إخلاصهم للّه العبادة، قاله أبو صالح عن ابن عباس.

والثاني: أنهم أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قاله مجاهد.

﴿ ١٤