١٦

قوله تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا}

اختلفوا فيمن نزلت على أربعة أقوال.

احدها: أنها عامة في جميع الخلق، وهو قول الأكثرين.

والثاني: أنها في أهل القبلة، قاله أبو صالح عن ابن عباس.

والثالث: أنها في اليهود والنصارى، قاله أنس.

والرابع: أنها في أهل الرياء، قاله مجاهد. وروى عطاء عن ابن عباس: من كان يريد عاجل الدنيا ولا يؤمن بالبعث والجزاء.

وقال غيره: إنما هي في الكافر، لأن المؤمن يريد الدنيا والآخرة. قوله تعالى:

{نُوَفّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ} أي: أجور أعمالهم {فِيهَا}. قال سعيد ابن جبير: أعطوا ثواب ما عملوا من خير في الدنيا. وقال مجاهد: من عمل عملا من صلة، أو صدقة، لا يريد به وجه اللّه، أعطاه اللّه ثواب ذلك في الدنيا، ويدرأ به عنه في الدنيا. قوله تعالى:

{وَهُمْ فِيهَا} قال ابن عباس: أي في الدنيا.

{لاَ يُبْخَسُونَ} أي: لا ينقصون من أعمالهم في الدنيا شيئا.

{أُوْلَـٰئكَ ٱلَّذِينَ} عملوا لغير اللّه

{لَيْسَ لَهُمْ فِى ٱلاْخِرَةِ إِلاَّ ٱلنَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ} أي: ما عملوا في الدنيا من حسنة

{وَبَـٰطِلٌ مَّا كَانُواْ} لغير اللّه {يعملون».

فصل

وذكر قوم من المفسرين، منهم مقاتل، أن هذه الآية اقتضت أن من أراد الدنيا بعمله، أعطي فيا ثواب عمله من الرزق والخير، ثم نسخ ذلك بقوله: {عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد} [الاسراء ١٨] وهذا لا يصح، لأنه لا يوفي إلا لمن يريد.

﴿ ١٦