١٩

قوله تعالى: {أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ} يعني: الأوثان، وإنما عبر عنها ب «من»، لأنهم نحلوها العقل والتمييز،

{أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} يعني: المشركين، يقول: أفلا تتعظون كما اتعظ المؤمنون؟ قال الفراء: وإنما جاز أن يقول:

{كَمَن لاَّ يَخْلُقُ}، لأنه ذكر مع الخالق كقوله: {فَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِى عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنهُمْ مَّن يَمْشِى عَلَىٰ رِجْلَيْنِ} [النور ٤٥] والعرب تقول: اشتبه علي الراكب وجمله، فما أدري من ذا، من ذا لأنهم لما جمعوا بين الإنسان وغيره، صلحت «مَن» فيهما جميعا. قوله تعالى:

{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللّه لاَ تُحْصُوهَا} قد فسرناه في [إبراهيم: ٣٤]. قوله تعالى:

{إِنَّ ٱللّه لَغَفُورٌ} أي: لما كان منكم من تقصيركم في شكر نعمه

{رَّحِيمٌ} بكم إذ لم يقطعها عنكم بتقصيركم. قوله تعالى:

{وَٱللّه يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} روى عبد الوارث، إلا القزاز «يسرون» و «يعلنون» بالياء.

﴿ ١٩