|
٨ قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى ٱلاْرْضِ زِينَةً لَّهَا} فيه أربعة أقوال. احدها: أنهم الرجال. رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس. والثاني: العلماء، رواه مجاهد عن ابن عباس فعلى هذين القولين تكون ما في موضع من لأنها في موضع إبهام، قاله ابن الانباري. والثالث: أنه ما عليها من شيء، قاله مجاهد. والرابع: النبات والشجر، قاله مقاتل. وقول مجاهد أعم، يدخل فيه النبات، والماء، والمعادن، وغير ذلك. فإن قيل: قد نرى بعض ما على الأرض سمجا وليس بزينة. فالجواب: أنا إن قلنا: إن المراد [به] شيء مخصوص، فالمعنى: إنا جعلنا بعض ما على الأرض زينة لها، فخرج مخرج العموم، ومعناه الخصوص. وإن قلنا: هم الرجال أو العلماء، فلعبادتهم أو لدلالتهم على خالقهم. وإن قلنا: النبات والشجر، فلأنه زينة لها تجري مجرى الكسوة والحلية. وإن قلنا: إنه عام في كل ما عليها، فلكونه دالا على خالقه، فكأنه زينة الأرض من هذه الجهة. قوله تعالى: {لِنَبْلُوَهُمْ} أي: لنختبر الخلق، والمعنى: لنعاملهم معاملة المبتلى. قال ابن الأنباري: من قال: إن ما على الأرض يعني به النبات، قال: الهاء والميم ترجع إلى سكان الأرض المشاهدين للزينة، ومن قال: ما على الأرض الرجال، رد الهاء والميم على ما لأنها بتأويل الجميع، ومعنى الآية: لنبلوهم فنرى أيهم أحسن عملاً، هذا، أم هذا. قال الحسن: أيهم أزهد في الدنيا. وقد ذكرنا في هذه الآية أربعة أقوال في [سورة هود: ٧]. ثم أعلم الخلق أنه يفني جميع ذلك، فقال تعالى: {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً} قال الزجاج: الصعيد: الطريق الذي لا نبات فيه. وقال ابن الأنباري: قال اللغويون: الصعيد: التراب، ووجه الأرض. فأما الجرز، فقال الفراء: أهل الحجاز يقولون: أرض جُرُز، وجَرْز. وأسد تقول: جَرَز، وجُرُز، وتميم تقول: أرض جُرْز، وجَرْز، وبالتخفيف، وقال أبو عبيدة: الصعيد الجرز: الغليظ الذي لا ينبت شيئا ويقال للسنة المجدبة: جرز، وسنون أجراز، لجدوبتها، وقلة مطرها، وأنشد: قد جرفتهن السنون الأجراز وقال الزجاج:الجرز: الأرض التي لا ينبت فيها شيء، كأنها تأكل النبت أكلاً. وقال ابن الأنباري: قال اللغويون: الجرز: [الأرض] التي لا يبقى بها نبات، تحرق كل نبات يكون بها. وقال المفسرون: وهذا يكون يوم القيامة، يجعل اللّه الأرض مستوية لا نبات فيها ولا ماء. |
﴿ ٨ ﴾