١٦

ثم خوفهم فقال: {وَكَمْ قَصَمْنَا}

قال المفسرون واللغويون: معناه: وكم أهلكنا، وأصل القصم: الكسر. وقوله: {كَانَتْ ظَـٰلِمَةً}، أي: كافرة، والمراد: أهلها.

{فَلَمَّا أَحَسُّواْ بَأْسَنَا} أي: رأوا عذابنا بحاسة البصر {إِذَا هُمْ مّنْهَا يَرْكُضُونَ} أي: يعدون، وأصل الركض: تحريك الرجلين، يقال: ركضت الفرس: إذا أعديته بتحريك رجليك فعدا. قوله تعالى:

{لاَ تَرْكُضُواْ}

قال المفسرون: هذا قول الملائكة لهم: {وَٱرْجِعُواْ إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ} أي: الى نعمكم التي اترفتكم، وهذا توبيخ لهم.

وفي قوله: {لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ} قولان.

احدهما: تسألون من دنياكم شيئا، استهزاء بهم، قاله قتادة.

والثاني: تسألون عن قتل نبيكم، قاله ابن السائب. فلما أيقنوا بالعذاب

{قَالُواْ يأَبَانَا قَالُواْ إِنَّا كُنَّا ظَـٰلِمِينَ} بكفرنا،

وقيل: بتكذيب نبينا.

{فَمَا زَالَت تِلْكَ دَعْوَاهُمْ} أي: ما زالت تلك الكلمة التي هي يا ويلنا إنا كنا ظالمين قولهم يرددونها {حَتَّىٰ جَعَلْنَـٰهُمْ حَصِيداً} بالعذاب،

وقيل: بالسيوف {خَـٰمِدِينَ} أي: ميتين كخمود النار إذا طفئت.

﴿ ١٦