|
١٠ قوله تعالى: {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَـٰدِلُ} قد سبق بيانه. وهذا مما نزل في النضر أيضا. والهدى: البيان والبرهان. قوله تعالى: {ثَانِىَ عِطْفِهِ} العطف: الجانب. وعطفا الرجل: جانباه عن يمين وشمال، وهو الموضع الذي يعطفه الإنسان ويلويه عند إعراضه عن المشي. قال الزجاج: ثاني منصوب على الحال، ومعناه: التنوين، معناه: ثانيا عطفه. وجاء في التفسير: أن معناه: لاويا عنقه، وهذا يوصف به المتكبر، والمعنى: ومن الناس من يجادل بغير علم متكبرا. قوله تعالى: {لِيُضِلَّ} أي: ليصير أمره الى الضلال، فكأنه وإن لم يقدر أنه يضل، فإن أمره يصير إلى ذلك، {لَهُ فِى ٱلدُّنْيَا خِزْىٌ} وهو ما أصابه يوم بدر، وذلك أنه قتل. وما بعد هذا قد سبق تفسيره [يونس: ٧٠] الى قوله تعالى: {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللّه عَلَىٰ حَرْفٍ} وفي سبب نزول هذه الآية قولان. احدهما: أن ناسا من العرب كان يأتون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيقولون: نحن على دينك، فان أصابوا معيشة، ونتجت خيلهم، وولدت نساؤهم الغلمان اطمأنوا وقالوا: هذا دين حق، وإن لم يجر الأمر على ذلك قالوا: هذا دين سوءٍ، فينقلبون عن دينهم، فنزلت هذه الآية هذا معنى قول ابن عباس، وبه قال الأكثرون. والثاني: أن رجلاً من اليهود أسلم فذهب بصره وماله وولده، فتشاءم بالإسلام، فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: أقلني، فقال: إن الإسلام لا يقال. فقال: إن لم أصب في ديني هذا خيرا أذهب بصري ومالي وولدي، فقال: يا يهودي: إن الإسلام يسبك الرجال كما تسبك النار خبث الحديد والفضة والذهب، فنزلت هذه الآية، رواه عطية عن أبي سعيد الخدري. |
﴿ ١٠ ﴾