|
١٤ قوله تعالى: {عَلَىٰ حَرْفٍ} قال مجاهد، وقتادة: على شك، قال أبو عبيدة: كل شاكٍ في شيء فهو على حرف لا يثبت ولا يدوم. وبيان هذا أن القائم على حرف الشيء غير متمكن منه، فشبه به الشاك، لأنه قلقٌ في دينه على غير ثبات، ويوضحه قوله تعالى: {فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ} أي: رخاءٌ وعافية {ٱطْمَأَنَّ بِهِ} على عبادة اللّه {وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ} اختبار بجدب وقلة مال {ٱنْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ} أي: رجع عن دينه إلى الكفر. والمعنى انصرف إلى وجهه الذي توجه منه، وهو الكفر، {خَسِرَ ٱلدُّنْيَا} حيث لم يظفر بما أراد منها، {و}خسر {يَخَافُونَ ٱلاْخِرَةَ} بارتداده عن الدين. وقرأ أبو رزين العقيلي، وأبو مجلز، ومجاهد، وطلحة ابن مصرف، وابن أبي عبلة، وزيد عن يعقوب: خاسر الدنيا بألف قبل السين، وبنصب الراء والآخرة بخفض التاء. {يَدْعُو} هذا المرتد، أي: يعبد {مَالاً يَضُرُّهُ} إن لم يعبده {وَلاَ يَنفَعُهُمْ} إن أطاعه {ذٰلِكَ} الذي فعل {هُوَ ٱلضَّلاَلُ ٱلْبَعِيدُ} عن الحق {يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ} قال بعضهم: اللام صلة، والمعنى: يدعو من ضره. وحكى الزجاج عن البصريين والكوفيين أن اللام معناها التأخير، والمعنى: يدعو من لضره {أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ}، قال: وشرح هذا أن اللام لليمين والتوكيد، فحقها أن تكون أول الكلام، فقدمت لتجعل في حقها. قال السدي: ضره في الآخرة بعبادته إياه أقرب من نفعه. فإن قيل: فهل للنفع من عبادة الصنم وجه؟ فالجواب: أنه لا نفع من قبله اصلاً، غير أنه جاء على لغة العرب، وهم يقولون في الشيء الذي لا يكون:هذا بعيد. قوله تعالى: {لَبِئْسَ ٱلْمَوْلَىٰ وَلَبِئْسَ ٱلْعَشِيرُ} قال ابن قتيبة: المولى: الولي، والعشير: الصاحب، والخليل. |
﴿ ١٤ ﴾