|
١١ سورة المؤمنين مكية في قول الجميع روى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: لقد أنزلت علينا عشر آيات من أقامهن دخل الجنة، ثم قرأ: {قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ} إلى عشر آيات، رواه الحاكم أبو عبد اللّه في صحيحه. وروى أبو سعيد الخدري عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: إن اللّه تعالى حاط حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وغرس غرسها بيده فقال لها: تكلمي، فقالت: قد أفلح المؤمنون، فقال لها: طوبى لك منزل الملوك. قال الفراء: قد هاهنا يجوز أن تكون تأكيدا لفلاح المؤمنين، ويجوز أن تكون تقريبا للماضي من الحال، لأن قد تقرب الماضي من الحال حتى تلحقه بحكمه، ألا تراهم يقولون: قد قامت الصلاة، قبل حال قيامها؛ فيكون معنى الآية: إن الفلاح قد حصل لهم وإنهم عليه في الحال. وقرأ ابي بن كعب، وعكرمة، وعاصم الجحدري، وطلحة بن مصرف: قد أفلح بضم الألف وكسر اللام وفتح الحاء على ما لم يسم فاعله. قال الزجاج: ومعنى الآية: قد نال المؤمنون البقاء الدائم في الخير. ومن قرأ قد أفلح بضم الألف، كان معناه: احدها: أنه النظر الى موضع السجود. روى أبو هريرة قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قوله تعالى: {فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ} أي: طلب {وَرَاء ذٰلِكَ} أي: سوى الأزواج والمملوكات {فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ} يعني: الجائرين الظالمين، لأنهم قد تجاوزوا إلى مالا يحل،{وَٱلَّذِينَ هُمْ لاِمَـٰنَـٰتِهِمْ} قرأ ابن كثير: لأمانتهم وهو اسم جنس، والمعنى: للأمانات التي ائتمنوا عليها، فتارة تكون الأمانة بين العبد وبين ربه، وتارة تكون بينه وبين جنسه، فعليه مراعاة الكل. وكذلك العهد. ومعنى {رٰعُونَ}: حافظون. قال الزجاج: وأصل الرعي في اللغة: القيام على إصلاح ما يتولاه الراعي من كل شيء. قوله تعالى: {عَلَىٰ صَلَوٰتِهِمْ} قرأ ابن كثير، وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر: صلواتهم على الجمع. وقرأ حمزة، والكسائي: صلاتهم على التوحيد، وهو اسم جنس. والمحافظة على الصلوات: أداؤها في أوقاتها. قوله تعالى: {أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْوٰرِثُونَ} ذكر السدي عن أشياخه أن اللّه تعالى يرفع للكفار الجنة، فينظرون إلى بيوتهم فيها لو أنهم أطاعوا، ثم تقسم بين المؤمنين فيرثونهم، فذلك قوله: أولئك هم الوارثون. وقد شرحنا هذا في [الأعراف: ٤٣] عند قوله: {أروثتموها}، وشرحنا معنى الفردوس في [الكهف: ١٠٧]. |
﴿ ١١ ﴾