٣

قال ابن عباس والحسن ومجاهد وعكرمة وقتادة في آخرين: هي مكية. وحكي عن ابن عباس وقتادة أنهما قالا: إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة وهي قوله: {وَٱلَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ ٱللّه إِلَـٰهَا ءاخَرَ} إلى قوله: {غَفُوراً رَّحِيماً} الفرقان.

قوله تعالى: {تَبَـٰرَكَ} قد شرحناه في [الأعراف: ٥٤] والفرقان: القرآن، سمي فرقانا لأنه فرق به بين الحق والباطل.

والمراد بعبده: محمد صلى اللّه عليه وسلم، {لِيَكُونَ} فيه قولان.

احدهما: أنه كناية عن عبده، قاله الجمهور.

والثاني: عن القرآن حكاه الماوردي.

قوله تعالى: {لّلْعَـٰلَمِينَ} يعني الجن والإنس {نَذِيراً} أي: مخوفا من عذاب اللّه.

قوله تعالى: {فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً} فيه ثلاثة أقوال.

احدها: سوّاه وهيّأه لما يصلح له، فلا خلل فيه ولا تفاوت.

والثاني: قدر له ما يصلحه ويقيمه.

والثالث: قدر له تقديرا من الأجل والرزق.ثم ذكر ما صنعه المشركون فقال: {وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ ءالِهَةً} يعني: الأصنام

{لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} أي: وهي مخلوقة

{وَلاَ يَمْلِكُونَ لاِنفُسِهِمْ ضَرّاً} أي دفع ضر ولا جر نفع لأنها جماد لا قدرة لها،

{وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتاً} أي: لا تملك ان تميت أحدا ولا أن تحيي أحدا ولا أن تبعث احدا من الأموات، والمعنى: كيف يعبدون ما هذه صفته، ويتركون عبادة من يقدر على ذلك كله؟

﴿ ٣