٨

قوله تعالى: {ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ أَىَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ طس} فيه ثلاثة أقوال.

احدها: {أَنَّهُ * قَسَمٌ أُقْسِمُ ٱللّه بِهِ وَهُوَ مِن أَسْمَـئِهِ} رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وفي رواية أخرى عنه قال: هو اسم اللّه الأعظم.

والثاني: اسم من أسماء القرآن، قاله قتاده.

والثالث: الطاء من اللطيف، والسين من السميع، حكاه الثعلبي.

قوله تعالى: {وَكِتَـٰبٌ مُّبِينٌ} وقرأ أبو المتوكل وأبو عمران وابن أبي عبلة

{وَكِتَـٰبٌ مُّبِينٌ} بالرفع فيهما.

قوله تعالى: {وَبُشْرَىٰ} أي: بشرى بما فيه من الثواب للمصدقين.

قوله تعالى: {زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَـٰلَهُمْ} أي حببنا إليهم قبيح فعلهم، وقد بينا حقيقة التزبين والعمه في [البقرة: ١٥،٢١٢] وسوء العذاب: شديده.

قوله تعالى: {هُمُ ٱلاْخْسَرُونَ} لانهم خسروا أنفسهم وأهليهم وصاروا إلى النار.

قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلْقُرْءانَ} قال ابن قتيبة: اي: يلقى عليك، فتلقاه أنت، أي: تأخذه {قَالَ مُوسَىٰ} المعنى: أذكر إذ قال موسى.

قوله تعالى: {بِشِهَابٍ قَبَسٍ} قرأ عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب إلا زيدا {بِشِهَابٍ} بالتنوين، وقرأالباقون على الإضافة غير منون، قال الزجاج: من نّون الشهاب، وجعل القبس من صفة الشهاب، وكل أبيض ذي نور فهو شهاب، فأما من أضاف، فقال الفراء: هذا مما يضاف إلى نفسه، إذا اختلفت الاسماء كقوله:{وَلَدَارُ ٱلاْخِرَةِ} [يوسف: ١٠٩] قال ابن قتيبة: الشهاب النار، والقبس النار تقبس، يقال قبست النار قبسا، واسم ماقبستَ: قبسٌ.

قوله تعالى: {تَصْطَلُونَ} أي تستدفئون وكان الزمان شتاء.

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءهَا} أي جاء موسى النار، وإنما كان نورا، فاعتقده نارا.

{نُودِىَ أَن بُورِكَ مَن فِى ٱلنَّارِ} فيه ثلاثة أقوال:

احدها: أن المعنى قدس من في النار، وهو اللّه عز وجل، قاله ابن عباس والحسن والمعنى: قدس من ناداه من النار، لا أن اللّه عز وجل يحل في شيء.

والثاني: أن «من» زائدة والمعنى: بوركت النار، قاله مجاهد.

والثالث: أن المعنى بورك على من في النار أوفيمن في النار، قال الفراء: والعرب تقول باركه اللّه وبارك عليه وبارك فيه بمعنى واحد، والتقدير بورك من في طلب النار، وهو موسى فحذف المضاف، وهذه تحية من اللّه تعالى لموسى بالبركة، كما حيا إبراهيم بالبركة على ألسنة الملائكة، حين دخلوا عليه فقالوا: {قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ ٱللّه رَحْمَتُ} [هود: ٧٣] فخرج في قوله: {بُورِكَ} قولان

احدهما: قدس.

والثاني: من البركة. وفي قوله {وَمَنْ حَوْلَهَا} ثلاثة أقوال.

احدها: الملائكة، قاله ابن عباس والحسن.

والثاني: موسى والملائكة، قاله محمد بن كعب.

والثالث: موسى فالمعنى: بورك فيمن يطلبها وهو قريب منها.

﴿ ٨