|
٦١ قوله تعالى: {قُلِ ٱلْحَمْدُ للّه} هذا خطاب لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، أمر أن يحمد اللّه على هلاك الأمم الكافرة وقيل: على جميع نعمه، {وَسَلَـٰمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَى} فيهم أربعة أقوال. احدها: الرسل رواه أبو صالح عن ابن عباس. وروى عنه عكرمة قال: اصطفى إبراهيم بالخلة، وموسى بالكلام، ومحمدا بالرؤية. والثاني: أنهم أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم، رواه أبو مالك عن ابن عباس وبه قال السدي. والثالث: أنهم الذين وحدوه وآمنوا به رواه عطاء عن ابن عباس. والرابع: أنه محمد صلى اللّه عليه وسلم، قاله ابن السائب. قوله تعالى: {ٱللّه خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} قال ابو عبيدة: مجازه أو ما يشركون، وهذا خطاب للمشركين، والمعنى: اللّه خير لمن عبده، أم الأصنام لعابديها؟ ومعنى الكلام: أنه لما قص عليهم قصص الأمم الخالية، أخبرهم أنه نجى عابديه، ولم تغن الأصنام عنهم. قوله تعالى: {أَمَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوٰتِ} تقديره: أما يشركون خير أمن خلق السماوات {وَٱلاْرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مّنَ ٱلسَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ} فأما الحدائق، فقال ابن قتيبة: هي البساتين واحدها حديقة، سميت بذلك لأنه يحدق عليها، أي: يحظر والبهجة: الحسن. قوله تعالى: {مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَا} أي: ما ينبغي لكم ذلك لأنكم لا تقدرون عليه، ثم قال مستفهما منكرا عليهم: {مَّعَ ٱللّه بَلْ} أي ليس معه إله، بل هم، يعني كفار مكة {قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} وقد شرحناه في فاتحة الأنعام. {أَمَّن جَعَلَ ٱلاْرْضَ قَرَاراً} أي: مستقرا لا تميد بأهلها {وَجَعَلَ خِلاَلَهَا} أي فيما بينها {أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِىَ} أي جبالا ثوابت {وَجَعَلَ بَيْنَ ٱلْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً} أي مانعا من قدرته بين العذاب والملح ان يختلطا {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} قدر عظمة اللّه . |
﴿ ٦١ ﴾