٧٥

قوله تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ} وهو: المكروب المجهود؛ {دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوء} يعني الضر

{وَيَجْعَلُكُمْ حُلَفَاء ٱلاْرْضِ} أي: يهلك قرناً وينشىء آخرين، و {تَذَكَّرُونَ} بمعنى تتعظون. وقرأها أبو عمرو بالباء، والباقون بالتاء {أَمَّن يَهْدِيكُمْ} أي: يرشدكم إلى مقاصدكم إذا سافرتم

{فِى ظُلُمَـٰتِ ٱلْبَرّ وَٱلْبَحْرِ * ٱلْبَحْرِ} وقد بيناها في الأنعام وشرحنا ما يليها من الكلمات فيما مضى إلى قوله:

{وَمَا يَشْعُرُونَ} يعني من في السموات والأرض {أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} أي:متى يبعثون بعد موتهم.

قوله تعالى: {بَلِ ٱدرَكَ عِلْمُهُمْ * فِى ٱلاْخِرَةِ} قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: «بل أدرك» قال مجاهد: بل بمعنى أم

والمعنى: لم يدرك علمهم، وقال الفراء المعنى: هل ادرك علمهم علم الآخرة؟ فعلى هذا يكون المعنى: إنهم لا يقفون في الدنيا على حقيقة العلم بالآخرة. وقرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي {بَلِ ٱدرَكَ} على معنى: بل تدارك، أي: تتابع وتلاحق، فأدغمت التاء في الدال،

ثم في معناها قولان.

احدهما: بل تكامل علمهم يوم القيامة لانهم مبعوثون، قاله الزجاج. وقال ابن عباس: ما جهلوه في الدنيا علموه في الآخرة.

والثاني: بل تدارك ظنهم وحدسهم في الحكم على الآخرة، فتارة يقولون: إنها كائنة وتارة يقولون: لا تكون، قاله ابن قتيبة. وروى أبو بكر عن عاصم {بَلِ ٱدرَكَ} على وزن افتعل من ادركت.

قوله تعالى: {بَلْ هُمْ فِى شَكّ مّنْهَا} أي: بل هم اليوم في شك من القيامة

{بَلْ هُم مّنْهَا عَمُونَ} قال ابن قتيبة: أي: من علمها. وما بعد هذا قد سبق بيانه [النحل: ١٢٧] [المؤمنون: ٣٥، ٨٢] إلى قوله: {مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ} يعنون العذاب الذي تعدنا

{قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم} قال ابن عباس: قرب لكم. وقال ابن قتيبة: تبعكم واللام زائدة كأنه قال: ردفكم. وفي ما تبعهم مما استعجلوه قولان.

احدهما: يوم بدر.

والثاني: عذاب القبر.

قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ} قال مقاتل: على أهل مكة حين لا يعجل عليهم بالعذاب.

قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ} أي: ما تخفيه

{وَمَا يُعْلِنُونَ} بألسنتهم من عداوتك وخلافك، والمعنى: أنه يجازيهم عليه.

{وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ} أي وما من جملة غائبة {إِلاَّ فِى كِتَـٰبٍ} يعني اللوح المحفوظ،

والمعنى: إن علم ما يستعجلونه من العذاب بين عند اللّه وإن غاب عن الخلق.

﴿ ٧٥