|
٩ قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمّ مُوسَىٰ} فيه ثلاثة أقوال. احدها: أنه إلهام قاله ابن عباس. والثاني: أن جبريل أتاها بذلك، قاله مقاتل. والثالث: أنه كان رؤيا منام، حكاه الماوردي. قال مقاتل: واسم أم موسى يوخابذ. قوله تعالى: {أَنْ أَرْضِعِيهِ} قال المفسرون: كانت امرأة من القوابل مصافية لأم موسى، فلما وضعته تولت أمرها ثم خرجت، فرآها بعض العيون فجاؤوا ليدخلوا على أم موسى، فقالت أخته يا أماه هذا الحرس بالباب، فلفت موسى في خرقة ووضعته في التنور، وهو مسجر فدخلوا ثم خرجوا فقال لأخته: أين الصبي؟ قالت: لا أدري فسمعت بكاءه من التنور، فاطلعت وقد جعل اللّه عليه النار بردا وسلاما، فأرضعته بعد ولادته ثلاثة أشهر، وقيل: أربعة أشهر، فلما خافت عليه صنعت له التابوت. وفي قوله: {فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ} قولان. احدهما: إذا خفت عليه القتل، قاله مقاتل. والثاني: إذا خفت عليه أن يصيح أو يبكي، فيسمع صوته، قاله ابن السائب. وفي قوله: {وَلاَ تَخَافِى} قولان. احدهما: أن يغرق، قاله ابن السائب. والثاني: أن يضيع، قاله مقاتل. وقال الأصمعي: قلت لأعرابية: ما أفصحكٰ فقالت: أو بعد هذه الآية فصاحة، وهي قوله {وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى ٱليَمّ وَلاَ تَخَافِى وَلاَ تَحْزَنِى إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَـٰعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ} جمع فيها بين أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين. قوله تعالى: {فَٱلْتَقَطَهُ ءالُ فِرْعَوْنَ} الالتقاط إصابة الشىء من غير طلب، والمراد بآل فرعون الذين تولوا أخذ التابوت من البحر. وفي الذين التقطوه ثلاثة أقوال. احدها: جواري امرأة فرعون، قاله السدي. والثاني: ابنة فرعون، قاله محمد بن قيس. والثالث: أعوان فرعون قاله ابن إسحاق. قوله تعالى: {لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً} أي ليصير بهم الأمر إلى ذلك، لا أنهم أخذوه لهذا، وهذه اللام تسمى لام العاقبة، وقد شرحناه في [يونس: ٨٨]. وللمفسرين في معنى الكلام قولان. احدهما: ليكون لهم عدوا في دينهم وحزنا لما يصنعه بهم. والثاني: عدو لرجالهم وحزنا على نسائهم، فقتل الرجال بالغرق، واستعبد النساء، وقالت امرأة فرعون، وهي آسية بنت مزاحم، وكانت من بني إسرائيل تزوجها فرعون: {قُرَّةُ عَيْنٍ} قال الزجاج: رفع قرة عين على إضمار هو. قال المفسرون: كان فرعون لا يولد له إلا البنات، فقالت: {عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا} فنصيب منه خيرا {أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} {وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} فيه أربعة أقوال. احدها: لا يشعرون أنه عدو لهم، قاله مجاهد. والثاني: أن هلاكهم على يديه قاله قتادة. والثالث: لا يشعر بنو إسرائيل أنا التقطناه، قاله محمد ابن قيس. والرابع: لا يشعرون أني أفعل ما أريد لا ما يريدون، قاله محمد ابن إسحاق. |
﴿ ٩ ﴾