| 
 ٢٠ قوله تعالى: {فَأَصْبَحَ فِى ٱلْمَدِينَةِ} وهي التي قتل بها القبطي {خَائِفاً} على نفسه {يَتَرَقَّبُ} أي: ينتظر سوءا يناله منهم ويخاف أن يقتل به {فَإِذَا ٱلَّذِى ٱسْتَنْصَرَهُ بِٱلاْمْسِ} وهو الاسرائيلي {يَسْتَصْرِخُهُ} أي: يستغيث به على قبطي آخر، أراد أن يسخره ايضا {قَالَ لَهُ مُوسَىٰ} في هاء الكناية قولان. احدهما: أنها ترجع إلى القبطي. والثاني: إلى الإسرائيلي وهو أصح. فعلى الأول يكون المعنى: إنك لغوي بتسخيرك وظلمك. وعلى الثاني فيه قولان. احدهما: أن يكون الغوي بمعنى المغوي، كالأليم والوجيع، بمعنى: المؤلم والموجع، والمعنى: إنك لمضل حين قتلت بالأمس رجلا بسببك، وتدعوني اليوم إلى آخر. والثاني: أن يكون الغوي بمعنى الغاوي، والمعنى: إنك غاو في قتالك من لا تطيق دفع شره عنك. قوله تعالى: {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِٱلَّذِى هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا} أي: بالقبطي {قَالَ يَـاءادَمُ مُوسَىٰ} هذا قول الإسرائيلي من غير خلاف، علمناه بين المفسرين قالوا: لما رأى الاسرائيلي غضب موسى عليه، حين قال له: {إِنَّكَ لَغَوِىٌّ مُّبِينٌ} ورآه قد هم أن يبطش بالفرعوني، ظن أنه يريده فخاف على نفسه، ف {قَالَ يَـاءادَمُ مُوسَىٰ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِى} وكان قوم فرعون لم يعلموا من قاتل القبطي، إلا أنهم أتوا إلى فرعون فقالوا: إن بني إسرائيل قتلوا رجلا منا، فخذ لنا بحقنا، فقال: ابغوني قاتله، ومن يشهد عليه لآخذ لكم حقكم، فبينا هم يطوفون ولا يدرون من القاتل، وقعت هذه الخصومة بين الإسرائيلي والقبطي في اليوم الثاني، فلما قال الإسرائيلي لموسى: {أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِى كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِٱلاْمْسِ} انطلق القبطي إلى فرعون فأخبره: أن موسى هو الذي قتل الرجل، فأمر بقتل موسى، فعلم بذلك رجل من شيعة موسى، فأتاه فأخبره فذلك قوله: {وَجَاء رَجُلٌ مّنْ أَقْصَى ٱلْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ} فأما الجبار، فقال السدي: هو القتَّال، وقد شرحناه في [هود ٥٩] و{أَقْصَى ٱلْمَدِينَةِ} آخرها وأبعدها، ويسعى: بمعنى يسرع. قال ابن عباس: وهذا الرجل هو مؤمن آل فرعون، وسيأتي الخلاف في اسمه في سورة المؤمن، فأما الملأ فهم الوجوه من الناس والاشراف. وفي قوله: {يَأْتَمِرُونَ بِكَ} ثلاثة اقوال. احدها: يتشاورون فيك ليقتلوك، قاله أبو عبيدة. والثاني: يهمون بك، قاله ابن قتيبة. والثالث: يأمر بعضهم بعضا بقتلك، قاله الزجاج.  | 
	
﴿ ٢٠ ﴾