|
٨ قوله تعالى: {وَعَدَ ٱللّه} أي: وعد اللّه وعدا {لاَ يُخْلِفُ ٱللّه وَعْدَهُ} أن الروم يظهرون على فارس {وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ} يعني كفار مكة {لاَّ يَعْلَمُونَ} ان اللّه لا يخلف وعده في ذلك. ثم وصف كفار مكة، فقال: {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مّنَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا} قال عكرمة: هي المعايش. وقال الضحاك: يعلمون بنيان قصورها وتشقيق أنهارها. وقال الحسن: يعلمون متى زرعهم ومتى حصادهم، ولقد بلغ واللّه من علم أحدهم بالدنيا أنه ينقر الدرهم بظفره فيخبرك بوزنه، ولا يحسن يصلي. قوله تعالى: {وَهُمْ عَنِ ٱلاْخِرَةِ هُمْ غَـٰفِلُونَ} لأنهم لا يؤمنون بها. قال الزجاج: وذكرهم ثانية يجري مجرى التوكيد، كما يقول: زيد هو عالم وهو اوكد من قولك زيد عالم. قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ فِى أَنفُسِهِمْ} قال الزجاج: معناه: أولم يتفكروا فيعلموا فحذف فيعلموا لأن في الكلام دليلا عليه. ومعنى {إِلاَّ بِٱلْحَقّ} إلا للحق أي لإقامة الحق {وَأَجَلٌ مُّسَمًّى} وهو وقت الجزاء {وَإِنَّ كَثِيراً مّنَ ٱلنَّاسِ بِلِقَاء رَبّهِمْ لَكَـٰفِرُونَ} المعنى: لكافرون بلقاء ربهم فقدمت الباء، لأنها متصلة ب{كَـٰفِرُونَ} وما اتصل بخبر «إن» جاز أن يقدم قبل اللام، ولايجوز أن تدخل اللام بعد مضي الخبر من غير خلاف بين النحويين، لا يجوز ان تقول إن زيدا كافر لباللّه، لأن اللام حقها أن تدخل على الابتداء أو الخبر أو بين الابتداء والخبر، لأنها تؤكد الجملة. وقال مقاتل: في قوله: {وَأَجَلٌ مُّسَمًّى} للسماوات والأرض أجل ينتهيان إليه، وهو يوم القيامة {وَإِنَّ كَثِيراً مّنَ ٱلنَّاسِ} يعني كفار مكة بلقاء ربهم أي: بالبعث لكافرون. |
﴿ ٨ ﴾