١٦

قوله تعالى: {يُبْلِسُ ٱلْمُجْرِمُونَ} قد شرحنا الإبلاس في [الأنعام:٤٤].

قوله تعالى: {وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ مّن شُرَكَائِهِمْ} أي: من أوثانهم التي عبدوها

{شُفَعَاء} في القيامة {وَكَانُواْ بِشُرَكَائِهِمْ كَـٰفِرِينَ} يتبرؤون منها وتتبرأ منهم.

قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ} وذلك بعد الحساب ينصرف قوم إلى الجنة وقوم إلى النار.

قوله تعالى: {فَهُمْ فِى رَوْضَةٍ} الروضة المكان المخضر من الارض، وإنما خص الروضة، لأنها كانت أعجب الأشياء إلى العرب؛ قال ابو عبيدة: ليس شيء عند العرب أحسن من الرياض المعشبة ولا أطيب ريحا، قال الأعشى: ما روضة من رياض الحزن معشبة  خضراء جاد عليها مسبل هطل يوما بأطيب منها نشر رائحة  ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل

قال المفسرون: والمراد بالروضة: رياض الجنة.

وفي معنى {يُحْبَرُونَ} أربعة اقوال.

احدها: يكرمون، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.

والثاني: ينعمون، قاله مجاهد، وقتادة. قال الزجاج: والحَبْرة في اللغة كل نغمة حسنة.

والثالث: يفرحون، قاله السدي. وقال ابن قتيبة: يحبرون يسرون والحَبْرَة السرور.

والرابع: أن الحبر السماع في الجنة، فاذا أهل الجنة في السماع، لم تبق شجرة إلا وردت، قاله يحيى بن أبي كثير. وسئل يحيى بن معاذ: أي الأصوات أحسن؟ فقال: مزامير أنس في مقاصير قدس بألحان تحميد في رياض تمجيد {فِى مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ} [القمر٥٥].

قوله تعالى: {فَأُوْلَـئِكَ فِى ٱلْعَذَابِ مُحْضَرُونَ} أي: هم حاضرون العذاب أبدا لا يخفف عنهم.

﴿ ١٦