|
١٧ قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا ٱلإِنسَـٰنَ بِوٰلِدَيْهِ} قال مقاتل: نزلت في سعد بن أبي وقاص وقد شرحنا ذلك في [العنكبوت: ٨]. قوله تعالى: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَىٰ وَهْنٍ} وقرأ الضحاك وعاصم الجحدري {وَهْناً عَلَىٰ وَهْنٍ} بفتح الهاء فيهما. قال الزجاج: أي ضعفا على ضعف، والمعنى: لزمها بحملها إياه أن تضعف مرة بعد مرة. وموضع «أن» نصب ب {وَصَّيْنَا} المعنى: ووصينا الإنسان أن أشكر لي ولوالديك أي وصيناه بشكرنا وشكر والديه. قوله تعالى: {وَفِصَالُهُ فِى عَامَيْنِ} أي فطامه يقع في انقضاء عامين. وقرأ إبراهيم النخعي وأبو عمران والأعمش {وَفِصَـٰلُهُ} بفتح الفاء. وقرأ أبي بن كعب والحسن وأبو رجاء وطلحة بن مصرف وعاصم الجحدري وقتادة {وَفِصَـٰلُهُ} بفتح الفاء وسكون الصاد من غير ألف. والمراد التنبيه على مشقة الوالدة بالرضاع بعد الحمل. قوله تعالى: {وَإِن جَـٰهَدَاكَ} قد فسرنا ذلك في سورة [العنكبوت: ٨] إلى قوله: {وَصَـٰحِبْهُمَا فِى ٱلدُّنْيَا مَعْرُوفاً} قال الزجاج: أي مصاحبا معروفا، تقول: صاحبه مصاحبا ومصاحبة. والمعروف ما يستحسن من الأفعال. قوله تعالى: {وَٱتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَىَّ} أي من رجع إلي، وأهل التفسير يقولون: هذه الآية نزلت في سعد، وهو المخاطب بها.وفي المراد بمن أناب ثلاثة أقوال. احدها: أنه أبو بكر الصديق، قيل لسعد:اتبع سبيله في الإيمان، هذا معنى قول ابن عباس في رواية عطاء. وقال ابن اسحاق. أسلم على يدي أبي بكر الصديق عثمان بن عفان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف. والثاني: أنه رسول اللّه ص، قاله ابن السائب. والثالث: من سلك طريق محمد وأصحابه، ذكره الثعلبي. ثم رجع إلى الخبر عن لقمان فقال: {أَوْ بَنِى} وقال ابن جرير: وجه اعتراض هذه الآيات بين الخبرين عن وصية لقمان، أن هذا مما أوصى به لقمان ابنه. قوله تعالى: {إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ} وقرأ نافع وحده {مِثْقَالَ حَبَّةٍ} برفع اللام. سبب قول لقمان لابنه هذا قولان. احدهما: أن ابن لقمان قال لأبيه: أرأيت لو كانت حبة في قعر البحر، أكان اللّه يعلمها، فأجابه بهذه الآية قاله السدي. والثاني: أنه قال يا أبت إن عملت الخطيئة حيث لا يراني أحد كيف يعلمها اللّه؟ فأجابه بهذا، قاله مقاتل. قال الزجاج: من قرأ برفع {المثقال} مع تأنيث {تَكُ} فلأن مثقال حبة من خردل راجع إلى معنى خردلة، فهي بمنزلة إن تك حبة من خردل. ومن قرأ {مِثْقَالَ حَبَّةٍ} فعلى معنى: إن التي سألتني عنها إن تك مثقال حبة وعلى معنى: إن فعلة الإنسان وإن صغرت يأت بها اللّه، وقد بينا معنى مثقال حبة من خردل في [الأنبياء٤٧]. قوله تعالى: {فَتَكُنْ فِى صَخْرَةٍ} قال قتادة: في جبل. وقال السدي: هي الصخرة التي تحت الارض السابعة، ليست في السماوات ولا في الأرض. وفي قوله: {يَأْتِ بِهَا ٱللّه} ثلاثة أقوال. احدها: يعلمها اللّه، قاله أبو مالك. والثاني: يظهرها، قاله ابن قتيبة. والثالث: يأت بها اللّه في الآخرة للجزاء عليها. {إِنَّ ٱللّه لَطِيفٌ} قال الزجاج: لطيف باستخراجها، خبير بمكانها، وهذا مثل لأعمال العباد والمراد: أن اللّه تعالى يأتي بأعمالهم يوم القيامة من يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. قوله تعالى: {وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ} أي: في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأذى. وباقي الآية مفسر في [آل عمران:٢٨٦]. |
﴿ ١٧ ﴾