|
١٩ قوله تعالى: {وَلاَ تُصَعّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} قرأ ابن كثير، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: {تُصَعّرْ} بتشديد العين من غير ألف. وقرأ نافع، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي: بألف من غير تشديد. قال الفراء: هما لغتان، ومعناهما: الإعراض من الكبر. وقرأ أبي بن كعب، وأبو رجاء، وابن السميفع، وعاصم الجحدري: {وَلاَ تُصَعّرْ} باسكان الصاد وتخفيف العين من غير ألف. وقال الزجاج: معناه: لا تعرض عن الناس تكبرا؛ يقال: أصاب البعير صَعَر، إذا أصابه داء يلوي منه عنقه. وقال ابن عباس: هو الذي إذا سلم عليه لوى عنقه كالمستكبر. وقال ابو العالية: ليكن الغني والفقير عندك في العلم سواء. وقال مجاهد: هو الرجل يكون بينه وبين أخيه الحنة فيراه فيعرض عنه. وباقي الآية بعضه مفسر في [بني إسرائيل٣٧] وبعضه في سورة [النساء٣٦]. قوله تعالى: {وَٱقْصِدْ فِى مَشْيِكَ} أي: ليكن مشيك قصدا لا تخيلا ولا إسراعا، قال عطاء امش بالوقار والسكينة. قوله تعالى: {وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ} أي: انقص منه. قال الزجاج: ومنه قولهم: غضضت بصري، وفلان يغض من فلان، أي: يقصر به.{إِنَّ أَنكَرَ ٱلاْصْوٰتِ} وقرأ أبو المتوكل، وابن ابي عبلة: {إِنَّ أَنكَرَ ٱلاْصْوٰتِ} بفتح الهمزة. ومعنى أنكر: أقبح تقول: أتانا فلان بوجه منكر أي قبيح. وقال المبرد: تأويله أن الجهر بالصوت ليس بمحمود، وأنه داخل في باب الصوت المنكر. وقال ابن قتيبة: عرّفه قبْحَ رفعِ الأصوات في المخاطبة والملاحاة بقبح أصوات الحمير، لأنها عالية. قال ابن زيد: لو كان رفع الصوت خيرا ما جعله اللّه للحمير. وقال سفيان الثوري: صياح كل شئ تسبيح للّه عز وجل إلا الحمار، فانه ينهق بلا فائدة. فإن قيل: كيف قال لصوت ولم يقل لأصوات الحمير؟ فالجواب: أن لكل جنس صوتا، فكأنه قال: إن أنكر أصوات الأجناس صوت هذا الجنس. |
﴿ ١٩ ﴾