|
٤٠ قوله تعالى: {مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِىّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ ٱللّه لَهُ} قال قتادة: فيما أحل اللّه له من النساء. قوله تعالى: {سُنَّةَ ٱللّه} هي منصوبة على المصدر لأن معنى: {مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِىّ مِنْ حَرَجٍ} سن اللّه سنة واسعة لا حرج فيها. والذين خلوا: هم النبيون فالمعنى: أن سنة اللّه في التوسعة على محمد فيما فرض له كسنته في الأنبياء الماضين. قال ابن السائب: هكذا سنة اللّه في الأنبياء كداوُد فإنه كان له مائة امرأة، وسليمان كان له سبعمائة امرأة وثلاثمائة سرية، {وَكَانَ أَمْرُ ٱللّه قَدَراً مَّقْدُوراً} أي: قضاء مقضيا. وقال ابن قتيبة: {سُنَّةَ ٱللّه فِى ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ} معناه: لا حرج على احد فيما لم يحرم عليه.ثم اثنى اللّه على الأنبياء بقوله: {ٱلَّذِينَ يُبَلّغُونَ رِسَالـٰتِ ٱللّه وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ ٱللّه} أي: لا يخافون لائمة الناس وقولهم فيما أحل لهم. وباقي الآية قد تقدم بيانه [النساء:٦]. قوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مّن رّجَالِكُمْ} قال المفسرون: لما تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم زينب، قال الناس إن محمدا قد تزوج امرأة ابنه، فنزلت هذه الآية، والمعنى: ليس بأب لزيد، فتحرم عليه زوجته، {وَلَـٰكِن رَّسُولَ ٱللّه}. قال الزجاج: من نصبه فالمعنى: ولكن كان رسول اللّه وكان خاتم النبيين، ومن رفعه فالمعنى ولكنْ هو رسول اللّه، ومن قرأ {خاتِم} بكسر التاء فمعناه: وختم النبيين، ومن فتحها فالمعنى آخر النبيين. قال ابن عباس: يريد لو لم أختم به النبيين، لجعلت له ولدا يكون بعده نبيا. |
﴿ ٤٠ ﴾