| ٩ قوله تعالى: {وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ} وهم منكرو البعث. قال بعضهم لبعض: {هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ يُنَبّئُكُمْ} أي: يقول لكم إنكم {إِذَا مُزّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} أي: فرقتم كل تفريق، والممزق هاهنا مصدر بمعنى التمزيق {إِنَّكُمْ لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ} أي: يجدد خلقكم للبعث، ثم أجاب بعضهم فقالوا: {ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللّه كَذِبًا} حين زعم أنا نبعث، وألف أفترى ألف استفهام، وهو استفهام تعجب وإنكار {أَم بِهِ جِنَّةٌ} أي جنون، فرد اللّه عليهم فقال: {بَلِ} أي ليس الأمر كما تقولون من الافتراء والجنون بل {ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلاْخِرَةِ} وهم الذين يجحدون البعث {فِى ٱلْعَذَابِ} إذا بعثوا في الآخرة {وَٱلضَّلَـٰلِ ٱلْبَعِيدِ} من الحق في الدنيا. ثم وعظهم فقال: {أَفَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مّنَ ٱلسَّمَاء وَٱلاْرْضِ} وذلك أن الإنسان حيثما نظر رأى السماء والأرض قدامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله فالمعنى: أنهم اين كانوا فأرضي وسمائي محيطة بهم، وأنا القادر عليهم، إن شئت خسفت بهم الارض، وإن شئت اسقطت عليهم قطعة من السماء {إِنَّ فِى ذَلِكَ} أي: فيما يرون من السماء والأرض {لآيَةً} تدل على قدرة اللّه تعالى على بعثهم والخسف بهم {لّكُلّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} أي راجع إلى طاعة اللّه متأمل لما يرى. | 
﴿ ٩ ﴾