٦

وفي قوله: {يس} خمسة أقوال.

أحدها أن معناها: يا إنسان، بالحبشية، رواه عكرمة عن ابن عباس. وبه قال الحسن، وسعيد بن جبير، وعكرمة، ومقاتل.

والثاني: أنها قسم أقسم اللّه به وهو من أسمائه، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس.

والثالث: أن معناها يا محمد، قاله ابن الحنفية والضحاك.

والرابع: أن معناها يا رجل، قاله الحسن.

والخامس: اسم من أسماء القرآن، قاله قتادة. وقرأ الحسن، وأبو الجوزاء: {يس} بفتح الياء وكسر النون. وقرأ أبو المتوكل، وأبو رجاء، وابن أبي عبلة: بفتح الياء والنون جميعا. وقرأ أبو حصين الأسدي: بكسر الياء وإظهار النون. قال الزجاج: والذي عند أهل العربية أن هذا بمنزلة افتتاح السور. وبعض العرب يقول: {يس وَٱلْقُرْءانِ} بفتح النون.

وهذا جائز في العربية لوجهين:

أحدهما: أن «يس» اسم للسورة، فكأنه قال: اتل يس وهو على وزن هابيل وقابيل لا ينصرف.

والثاني: أنه فتح لالتقاء الساكنين، والتسكين أجود، لأنه حرف هجاء. قوله تعالى:

{وَٱلْقُرْءانِ ٱلْحَكِيمِ} هذا قسم وقد سبق معنى الحكيم [البقرة: ٣٢] قال الزجاج: وجوابه:

{إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ} وأحسن ما جاء في العربية أن يكون لمن المرسلين خبر إن ويكون قوله:

{عَلَىٰ صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ} خبرا ثانيا فيكون المعنى إنك لمن المرسلين، إنك على صراط مستقيم. ويجوز أن يكون {عَلَىٰ صِرٰطٍ} من صلة {ٱلْمُرْسَلِينَ} فيكون المعنى: إنك لمن المرسلين الذين أرسلوا على طريقة مستقيمة. قوله تعالى:

{تَنزِيلَ ٱلْعَزِيزِ} قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو: {تَنزِيلَ} برفع اللام. وقرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي: {تَنزِيلَ} بنصب اللام. وعن عاصم كالقراءتين. قال الزجاج: من قرأ بالنصب، فعلى المصدر، على معنى: نزل اللّه ذلك تنزيلا. ومن قرأ بالرفع، فعلى معنى: الذي أنزل إليك تنزيل العزيز. وقال الفراء: من نصب أراد إنك لمن المرسلين تنزيلا حقا منزلا، ويكون الرفع على الاستئناف كقوله: {ذٰلِكَ تَنزِيلَ ٱلْعَزِيزِ} وقرأ أبي بن كعب، وأبو رزين، وأبو العالية، والحسن، والجحدري: {تَنزِيلَ} بكسر اللام. وقال مقاتل: هذا القرآن تنزيل العزيز في ملكه الرحيم بخلقه. قوله تعالى:

{لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ ءابَاؤُهُمْ} في ما قولان.

أحدهما: أنها تنفي، وهو قول قتادة والزجاج في الأكثرين.

والثاني: أنها بمعنى كما، قاله مقاتل.

وقيل: هي بمعنى الذي.

قوله تعالى: {فَهُمْ غَـٰفِلُونَ} أي عن حجج التوحيد وأدلة البعث.

﴿ ٦