|
٢٠ قوله تعالى: {أَفَمَنْ حَقَّ عليه كَلِمَةُ العذابِ} قال ابن عباس: سبق في عِلْم اللّه أنَّه في النّار. فإن قيل: كيف اجتمع في هذه الآية استفهامان بلا جواب؟ قيل: أمّا الفراء، فإنه يقول: هذا ممّا يُراد به استفهام واحد، فسبق الاستفهامُ إِلى غير موضعه فَرُدّ إِلى موضعه الذي هو له، فيكون المعنى: أفأنتَ تُنْقِذ مَنْ في النارِ مَنْ حَقَّت عليه كلمة العذاب؟ ومثله {أَيَعِدُكُمْ أَتَّكُمْ إِذا مِتُّم وكُنْتُم تُرَاباً وعِظاماً أَنَّكُم مُخْرَجُون} [المؤمنون:٣٥] فرَدّ {أنَّكُ} مرتين، والمعنى: أَيَعِدُكُم أنكم مُخْرَجون إِذا مِتُّم؟ ومثله {لا تَحْسَبَنَّ الذين يَفْرَحُونَ بما أَتَوْا} [آل عمران: ١٨٨] ثم قال {فلا تَحْسَبَنَّهُمْ} [آل عمران:١٨٨] فرَدَّ " تَحْسَبَنَّ " مرتين، والمعنى: لا تَحْسَبَنَّ الذين يَفْرَحُونَ بمفازة من العذاب. وقال الزجاج: يجوز أن يكون في الكلام محذوف، تقديره: أفمن حَقَّ عليه كلمةُ العذاب فيتخلَّص منه أو ينجو، أفأنت تنقذه؟ قال المفسرون: أفأنت تخلّصه ممّا قُدِر له فتجعله مؤمناً؟ والمعنى: ما تقدر على ذلك. قال عطاء: يريد بهذه الآية: أبا لهب وولده ومن تخلَّف من عشيرة النبيّ صلى اللّه عليه وسلم عن الإِيمان. قوله تعالى: {لكِن الذين اتَّقَوا} وقرأ أبو المتوكل، وأبوجعفر: {لكِنَّ} بتشديد النون [وفتحها] قال الزجاج: والغُرَف هي: المنازل الرفيعة في الجنة، {مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ} أي: منازل أرفع منها. {وَعْدَ اللّه} منصوب على المصدر؛ فالمعنى: وعَدَهم اللّه غُرَفاً وَعْداً. ومن قرأ: " وَعْدُ اللّه " بالرفع؛ فالمعنى: ذلك وَعْدُ اللّه. |
﴿ ٢٠ ﴾