٦٦ قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللّه تأمُرونِّي أَعْبُدُ} قرأ نافع، وابن عامر: {تأمُرُونِي أعْبُدُ} مخفَّفةً، غير أن نافعاً فتح الياء، ولم يفتحها ابن عامر. وقرأ ابن كثير: {تأمرونّيَ} بتشديد النون وفتح الياء. وقرأ الباقون بسكون الياء. وذلك حين دعَوْه إلى دين آبائه {أيُّها الجاهلونَ} أي: فيما تأمُرون. قوله تعالى: {ولقد أُوحِيَ إِليكَ وإِلى الذين مِنْ قَبْلِكَ} فيه تقديم وتأخير، تقديره: ولقد أُوحِيَ إِليكَ لئن أشركتَ لَيَحْبَطَنَّ عملُكَ وكذلك أُوحيَ إِلى الذين مِنْ قَبْلِكَ. قال أبو عبيدة: ومجازها مجاز الأمرين اللَّذَين يُخْبَرُ عن أحدهما ويُكَفُّ عن الآخر، قال ابن عباس: هذا أدبٌ من اللّه تعالى لنبيِّه صلى اللّه عليه وسلم وتهديدٌ لغيره، لأن اللّه عز وجل قد عصمه من الشِّرك. وقال غيره: إِنما خاطبه بذلك، لِيَعْرِفَ مَنْ دونَه أن الشِّرك يُحبِطُ الأعمال المتقدِّمة كلَّها، ولو وقع من نبيٍّ. وقرأ أبو عمران، وابن السميفع، ويعقوب: {لَنُحْبِطَنَّ} بالنون، " عَمَلَكَ " بالنصب. {بَلِ اللّه فاعْبُدْ} أي: وَحِّدْ. |
﴿ ٦٦ ﴾