١٢

قوله تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ ٱللّه}

قال المفسرون: لما رأوا أعمالهم وأدخلوا النار مقتوا أنفسهم لسوء فعلهم، فناداهم مناد: لمقت اللّه إياكم في الدنيا {إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى ٱلإِيمَـٰنِ فَتَكْفُرُونَ} أكبر من مقتكم أنفسكم. ثم أخبر عما يقولون في النار بقوله {رَبَّنَا أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ} وهذا مثل قوله {وَكُنتُمْ أَمْوٰتًا فَأَحْيَـٰكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} [البقرة/٢٨] وقد فسرناه هنالك.

قوله تعالى: {فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ} أي من النار إلى الدنيا لنعمل بالطاعة {مّن سَبِيلٍ} وفي الكلام اختصار تقديره: فأجيبوا أن لا سبيل إلى ذلك

وقيل لهم {ذٰلِكُمْ} يعني العذاب الذي نزل بهم {بِأَنَّهُ إِذَا دُعِىَ ٱللّه وَحْدَهُ كَـفَرْتُمْ} أي: إذا قيل لا إله إلا اللّه أنكرتم، وإن جعل له شريكا شريك آمنتم {فَٱلْحُكْمُ للّه} فهو الذي حكم على المشركين بالنار. وقد بينا في سورة [البقرة/٢٥٥] معنى العلي وفي [الرعد/٩] معنى الكبير.

﴿ ١٢